للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أبى عامر العقدى، وقال: حديث حسن صحيح. وفى حديث أنس بن مالك مرفوعا: (إن الرسالة والنبوة قد انقطعت، فلا رسول بعدى ولا نبى) «١» رواه الترمذى وغيره. وفى حديث جابر مرفوعا: (مثلى ومثل الأنبياء، كمثل رجل بنى دارا فأحسنها وأكملها إلا موضع لبنة، فكان من دخلها فنظر إليها قال: ما أحسنها إلا موضع هذه اللبنة، وأنا موضع هذه اللبنة، ختم بى الأنبياء- عليهم الصلاة والسلام-) «٢» رواه أبو داود الطيالسى، وكذا البخارى ومسلم.

وفى حديث أبى سعيد الخدرى: (فجئت أنا فأتممت تلك اللبنة) «٣» . رواه مسلم. وفى حديث أبى هريرة عند مسلم: (وأرسلت إلى الخلق كافة وختم بى النبيون) «٤» .

فمن تشريف الله تعالى له- صلى الله عليه وسلم- ختم الأنبياء والمرسلين به، وإكمال الدين الحنيف له، وقد أخبر الله فى كتابه، ورسوله فى السنة المتواترة عنه، أنه لا نبى بعده، ليعلموا أن كل من ادعى هذا المقام بعده فهو كذاب أفاك دجال ضال مضل، ولو تحذق وتشعبذ، وأتى بأنواع السحر والطلاسم والنيرنجيات «٥» ، فكلها محال وضلالة عند أولى الألباب. ولا يقدح فى هذا نزول عيسى ابن مريم- عليه السّلام- بعده، لأنه إذا نزل كان على دين نبينا- صلى الله عليه وسلم- ومنهاجه، مع أن المراد: أنه آخر من نبئ. قال أبو حيان: ومن ذهب إلى أن النبوة مكتسبة لا تنقطع، أو إلى أن الولى أفضل من النبى فهو زنديق يجب قتله والله أعلم.


(١) صحيح: أخرجه الترمذى (٢٢٧٢) فى الرؤيا، باب: ذهبت النبوة وبقيت البشرات، وأحمد فى «المسند» (٣/ ٢٦٧) ، والحاكم فى «المستدرك» (٤٠/ ٤٣٣) ، والحديث صححه الشيخ الألبانى فى «صحيح سنن الترمذى» .
(٢) صحيح: وقد تقدم.
(٣) صحيح: وقد تقدم.
(٤) صحيح: أخرجه مسلم (٥٢٣) فى المساجد، باب: رقم (١) ، من حديث أبى هريرة- رضى الله عنه-.
(٥) النيرنج: شىء كالسحر.