للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقوله: «وهو يمجدنى» فلم يمجده حق تمجيده إلا محمد- صلى الله عليه وسلم-، لأنه وصفه بأنه رسول الله، وبرأه وبرأ أمه- عليهما السلام- مما نسب إليهما، وأمر أمته بذلك.

قال ابن ظفر: فمن ذا الذى وبخ العلماء على كتمان الحق وتحريف الكلم عن مواضعه، وبيع الدين بالثمن البخس، ومن ذا الذى أنذر بالحوادث وأخبر بالغيوب إلا محمد- صلى الله عليه وسلم-، ولله در أبى محمد عبد الله الشقراطيسى حيث قال فى قصيدته المشهورة:

توراة موسى أتت عنه فصدقها ... إنجيل عيسى بحق غير مفتعل

أخبار أحبار أهل الكتب قد وردت ... عما رأوا ورووا فى الأعصر الأول

ويعجبنى قول العارف الربانى أبى عبد الله بن النعمان:

هذا النبى محمد جاءت به ... توراة موسى للأنام تبشر

وكذاك إنجيل المسيح موافق ... ذكرا لأحمد معرب ومذكر

ويرحم الله ابن جابر حيث قال:

لمبعثه فى كل جيل علامة ... على ما جلته الكتب من أمره الجلى

فجاء به إنجيل عيسى باخر ... كما قد مضت توراة موسى بأول

وفى الدلائل للبيهقى عن الحاكم- بسند لا بأس به- عن أبى أمامة الباهلى عن هشام بن العاص الأموى قال: بعثت أنا ورجل آخر إلى هرقل صاحب الروم ندعوه إلى الإسلام، فذكر الحديث، وأنه أرسل إليهم ليلا، قال: فدخلنا عليه، فدعا بشىء كهيئة الربعة العظيمة مذهبة فيها بيوت صغار عليها أبواب، ففتح واستخرج حريرة سوداء، فنشرها فإذا فيها صورة حمراء، فإذا رجل ضخم العينين عظيم الأليتين، لم أر مثل طول عنقه، وإذا له ضفيرتان أحسن ما خلق الله تعالى، قال: أتعرفون هذا؟ قلنا: لا، قال: هذا آدم- عليه السّلام-، ثم فتح بابا آخر فاستخرج منه حريرة سوداء، وإذا فيها صورة بيضاء، فإذا رجل أحمر العينين ضخم الهامة حسن اللحية، فقال: أتعرفون