للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

على وغيرهما (نوّر) فعلا ماضيا، و (الأرض) بالنصب. وقوله: (مثل نوره) أى: مثل هداه سبحانه وتعالى. وأضاف النور إلى السماوات والأرض إما دلالة على سعة إشراقه، وفشو إضاءته حتى تضىء له السماوات والأرض، وإما لإرادة أهل السماء والأرض، وأنهم يستضيئون به.

وعن مقاتل: أى مثل الإيمان فى قلب محمد كمشكاة فيها مصباح، فالمشكاة نظير صدر عبد الله، والزجاجة نظير جسد محمد- صلى الله عليه وسلم-، المصباح نظير الإيمان والنبوة فى قلب محمد- صلى الله عليه وسلم-. وعن غيره: المشكاة نظير إبراهيم، والزجاجة نظير إسماعيل- عليهما السلام-، والمصباح جسد محمد- صلى الله عليه وسلم-، والشجرة: النبوة والرسالة.

وعن أبى سعيد الخراز «١» : المشكاة: جوف محمد- صلى الله عليه وسلم-، والزجاجة قلبه، والمصباح النور الذى جعله الله فى قلب محمد- صلى الله عليه وسلم-. وعن كعب وابن جبير: النور الثانى هنا محمد- صلى الله عليه وسلم-. وعن سهل بن عبد الله: مثل نور محمد إذ كان مستودعا فى الأصلاب كمشكاة صفتها كذا وكذا، وأراد بالمصباح قلبه وبالزجاجة صدره، أى كأنه كوكب درى لما فيه من الإيمان والحكمة.

توقد من شجرة مباركة، أى من نور إبراهيم، وضرب المثل بالشجرة المباركة.

وقوله: يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ «٢» أى تكاد نبوة محمد تبين للناس قبل كلامه، حكى هذا القول الأخير القاضى أبو الفضل اليحصبى والفخر الرازى، لكنه عن كعب الأحبار.


(١) هو: أحمد بن عيسى الخراز، أبو سعيد، أحد مشايخ الصوفية، توفى سنة (٢٨٦ هـ، وقيل ٢٧٧ هـ) .
(٢) سورة النور: ٣٥.