سبعة من الروم يقصدون قتله- عليه السّلام-، فاستقبلهم بحيرى، فقال: ما جاء بكم؟ قالوا: إن هذا النبى خارج فى هذا الشهر، فلم يبق طريق إلا بعث إليها بأناس، فقال: أفرأيتم أمرا أراد الله أن يقضيه، هل يستطيع أحد من الناس رده؟ قالوا: لا قال: فبايعوه وأقاموا معه، ورده أبو طالب. وبعث معه أبو بكر بلالا «١» .
قال البيهقى: هذه القصة مشهورة عند أهل المغازى. انتهى.
وضعف الذهبى الحديث لقوله فى آخره:«وبعث معه أبو بكر بلالا» فإن أبا بكر إذ ذاك لم يكن متأهلا، ولا اشترى بلالا.
قال الحافظ ابن حجر فى الإصابة: الحديث رجاله ثقات، وليس فيه منكر سوى هذه اللفظة، فتحمل على أنها مدرجة فيه مقتطعة من حديث آخر وهما من أحد رواته.
وفى حديث عند البيهقى وأبى نعيم: أن بحيرى رآه- وهو فى صومعته- فى الركب حين أقبلوا، وغمامة بيضاء تظله من بين القوم، ثم أقبلوا حتى نزلوا بظل شجرة قريبا منه، فنظر إلى الغمامة حين أظلت الشجرة، وتهصرت أغصان الشجرة على رسول الله- صلى الله عليه وسلم- حتى استظل تحتها الحديث.
وفيه: أن بحيرى قام فاحتضنه وأنه جعل يسأله عن أشياء حاله: من نومه وهيئته وأموره. ويخبره رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فيوافق ذلك ما عند بحيرى من صفته، ورأى خاتم النبوة بين كتفيه على موضعه من صفته التى عنده.
وتقدم أن أخته الشيماء بنت حليمة رأته فى الظهيرة، وغمامة تظله، إذا وقف وقفت، وإذا سار سارت، رواه أبو نعيم وابن عساكر. ولله در القائل:
إن قال يوما ظللته غمامة ... هى فى الحقيقة تحت ظل القائل
ونقل الشيخ بدر الدين الزركشى عن بعض أهل المعرفة: أنه- صلى الله عليه وسلم-
(١) صحيح لكن ذكر بلال فيه منكر: أخرجه الترمذى (٣٦٢٠) فى المناقب، باب: ما جاء فى بدء نبوة النبى- صلى الله عليه وسلم-، والحاكم فى «المستدرك» (٢/ ٦٧٢) ، من حديث أبى موسى رضى الله عنه-، وقد تقدم.