للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مجال، وحسن الثناء عليهم بأن يذكروا بأوصافهم الجميلة على قصد التعظيم.

فقد أثنى الله تعالى عليهم فى كتابه المجيد، ومن أثنى الله عليه فهو واجب الثناء، والاستغفار لهم، قالت عائشة: (أمروا أن يستغفروا لأصحاب رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فسبوهم) «١» رواه مسلم. وفائدة المستغفر لهم عائدة عليه. قال سهل بن عبد الله التسترى: لم يؤمن بالرسول- صلى الله عليه وسلم- من لم يوقر أصحابه ولم يعزّ أوامره.

ومما يجب أيضا: الإمساك عما شجر بينهم، أى وقع بينهم من الاختلاف، والإضراب عن أخبار المؤرخين وجهلة الرواة، وضلال الشيعة والمبتدعين، القادحة فى أحد منهم، قال- صلى الله عليه وسلم-: «إذا ذكر أصحابى فأمسكوا» «٢» ، وأن يلتمس لهم مما نقل من ذلك فيما كان بينهم من الفتن أحسن التأويلات، ويخرج لهم أصوب المخارج، إذ هم أهل ذلك كما هو فى مناقبهم، ومعدود من ماثرهم، مما يطول إيراد بعضه.

وما وقع بينهم من المنازعات والمحاربات فله محامل وتأويلات، فسبهم والطعن فيهم إذا كان مما يخالف الأدلة القطعية كفر، كقذف عائشة- رضى الله عنها-، وإلا فبدعة وفسق. قال- صلى الله عليه وسلم-: «أيها الناس احفظونى فى أختانى وأصهارى وأصحابى، لا يطالبنكم الله بمظلمة أحد منهم، فإنها ليست مما يوهب» «٣» . رواه الخلعى.

وقال- صلى الله عليه وسلم-: «الله الله فى أصحابى، لا تتخذوهم غرضا من بعدى، من أحبهم فقد أحبنى، ومن أبغضهم فقد أبغضنى، ومن آذاهم فقد آذانى، ومن آذانى فقد آذى الله، ومن آذى الله فيوشك أن يأخذه الله» «٤» رواه المخلص


(١) صحيح: أخرجه مسلم (٣٠٢٢) فى التفسير.
(٢) أخرجه الطبرانى فى «الكبير» (٢/ ٩٦) عن ثوبان، و (١٠/ ١٩٨) عن ابن مسعود- رضى الله عنه-.
(٣) انظره فى «كنز العمال» (٣٢٥٣٦) .
(٤) ضعيف: أخرجه الترمذى (٣٨٦٢) فى المناقب، باب: فيمن سب أصحاب النبى- صلى الله عليه وسلم-، وأحمد فى «المسند» (٤/ ٨٧) و (٥/ ٥٤ و ٥٧) ، من حديث عبد الله بن مغافل- رضى الله عنه-، والحديث ضعفه الشيخ الألبانى فى «ضعيف سنن الترمذى» .