للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الذهبى. [أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن الذهبى] . وهذا الحديث- كما قال بعضهم- خرج مخرج الوصية بأصحابه على طريق التأكيد والترغيب فى حبهم، والترهيب عن بغضهم. وفيه إشارة إلى أن حبهم من الإيمان، وبغضهم كفر، لأنه إذا كان بغضهم بغضا له كان كفرا بلا نزاع، للحديث السابق «لن يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه» «١» .

وهذا يدل على كمال قربهم منه بتنزيلهم منزلة نفسه، حتى كأن أذاهم واقع عليه وواصل إليه- صلى الله عليه وسلم-. و «الغرض» : الهدف الذى يرمى فيه. فهو نهى عن رميهم مؤكدا ذلك بتحذيرهم الله منه، وما ذاك إلا لشدة الحرمة.

وروى مرفوعا: «من سب أحدا من أصحابى فاجلدوه» «٢» . خرجه تمام فى فوائده. وقال مالك بن أنس وغيره- فيما ذكره القاضى عياض-: من أبغض الصحابة فليس له فى فىء المسلمين حق. قال: ونزع باية الحشر وَالَّذِينَ جاؤُ مِنْ بَعْدِهِمْ «٣» الآية. وقال: من غاظه أصحاب محمد فهو كافر، قال الله تعالى: لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ «٤» والله أعلم.


(١) صحيح: وقد تقدم.
(٢) موضوع: ذكره الهيثمى فى «المجمع» (٦/ ٢٦٠) عن على وقال: رواه الطبرانى فى الصغير والأوسط عن شيخه عبيد الله بن محمد العمرى، رماه النسائى بالكذب، وقال الشيخ الألبانى فى «ضعيف الجامع» (٥٦١٦) موضوع.
(٣) سورة الحشر: ١٠.
(٤) سورة الفتح: ٢٩.