للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فتداووا» «١» وعند أحمد من حديث أنس: «إن الله حيث خلق الداء خلق الدواء فتداووا» «٢» .

وعند البخارى فى «الأدب المفرد» ، وأحمد وأصحاب السنن، وصححه الترمذى وابن خزيمة والحاكم عن أسامة بن شريك، رفعه: «تداووا يا عباد الله، فإن الله لم يضع داء إلا وضع له شفاء إلا داء واحدا وهو الهرم» «٣» وفى لفظ «إلا السام» - وهو بمهملة مخففة- الموت، يعنى إلا داء الموت، أى المرض الذى قدر على صاحبه الموت فيه واستثنى الهرم فى الرواية الأولى إما لأنه جعله شبيها بالموت، والجامع بينهما نقص الصحة، أو تقربه من الموت وإفضائه إليه، ويحتمل أن يكون استثناء منقطعا، والتقدير: لكن الهرم لا دواء له.

ولأبى داود، عن أبى الدرداء، رفعه: «إن الله جعل لكل داء دواء، فتداووا، ولا تداووا بحرام» «٤» . وفى البخارى: إن الله تعالى لم يجعل شفاءكم فيما حرم عليكم «٥» ، فلا يجوز التداوى بالحرام.

وروى مسلم عن جابر، مرفوعا: «لكل داء دواء، فإذا أصيب دواء الداء


(١) صحيح: أخرجه النسائى فى «الكبرى» (٦٨٦٣- ٦٨٦٥) ، وابن ماجه (٣٤٣٨) فى الطب، باب: ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء، وأحمد فى «المسند» (١/ ٣٧٧ و ٤١٣ و ٤٤٣ و ٤٤٦ و ٤٥٣) ، وابن حبان فى «صحيحه» (٦٠٦٢ و ٦٠٧٥) ، والحاكم فى «المستدرك» (٤/ ٢١٨) ، وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، وهو كما قال.
(٢) صحيح: أخرجه أحمد فى «المسند» (٣/ ١٥٦) بسند صحيح.
(٣) صحيح: أخرجه أبو داود (٣٨٥٥) فى الطب، باب: فى الحمية، والترمذى (٢٠٣٨) فى الطب، باب: ما جاء فى الدواء والحث عليه، وابن ماجه (٣٤٣٦) فى الطب، باب: ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء، وأحمد فى «المسند» (٤/ ٢٧٨) ، وابن حبان فى «صحيحه» (٦٠٦٤) ، والحديث صححه الشيخ الألبانى فى «صحيح سنن الترمذى» .
(٤) ضعيف: أخرجه أبو داود (٣٨٧٤) فى الطب، باب: فى الأدوية المكروهة، والحديث ضعفه الشيخ الألبانى فى «ضعيف سنن أبى داود» .
(٥) ضعيف: أخرجه البخارى (١٠/ ٨١) تعليقا فى الأشربة، باب: شراب الحلوى والعسل، عن ابن مسعود من قوله، ونسبه صاحب «الجامع الصغير» للطبرانى فى الكبير عن أم سلمة- رضى الله عنها-، وقال الألبانى فى «ضعيف الجامع» (١٦٣٧) : ضعيف.