للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وَشِفاءٌ لِما فِي الصُّدُورِ «١» .

يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِها شَرابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ فِيهِ شِفاءٌ لِلنَّاسِ «٢» .

وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ «٣» .

وَإِذا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ» .

قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وَشِفاءٌ «٥» .

قال: فكتبتها ثم حللتها بالماء وسقيته إياها فكأنما نشط من عقال، أو كما قال: وانظر رقية اللديغ ب «الفاتحة» وما فيها من السر البديع والبرهان الرفيع. وتأمل قوله- صلى الله عليه وسلم- فى بعض أدعيته: «وأن تجعل القرآن ربيع قلبى وجلاء حزنى، وشفاء صدرى» «٦» فيكون له بمنزلة الدواء الذى يستأصل الداء، ويعيد البدن إلى صحته واعتداله. وفى حديث عند ابن ماجه مرفوعا:

«خير الدواء القرآن» «٧» .

وها هنا أمر ينبغى أن يتفطن له، نبه عليه ابن القيم: وهو أن الآيات والأذكار والأدعية التى يستشفى بها، ويرقى بها، هى فى نفسها نافعة شافية، ولكن تستدعى قبول المحل، وقوة همة الفاعل وتأثيره، فمتى تخلف الشفاء


(١) سورة يونس: ٥٧.
(٢) سورة النحل: ٦٩.
(٣) سورة الإسراء: ٨٢.
(٤) سورة الشعراء: ٨٠.
(٥) سورة فصلت: ٤٤.
(٦) صحيح: أخرجه أحمد فى «المسند» (١/ ٣٩١ و ٤٥٢) ، وابن حبان فى «صحيحه» (٩٧٢) ، والحاكم فى «المستدرك» (١/ ٦٩٠) ، من حديث عبد الله بن مسعود- رضى الله عنه-، وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم إن سلم من إرسال عبد الرحمن بن عبد الله عن أبيه، فإنه مختلف فى سماعه عن أبيه. ا. هـ. وقال شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح.
(٧) ضعيف: أخرجه ابن ماجه (٣٥٠١ و ٣٥٣٣) فى الطب، باب: الاستشفاء بالقرآن، من حديث على- رضى الله عنه-، وقال البوصيرى فى «الزوائد» : فى إسناده الحارث الأعور، وهو ضعيف، وكذا ضعفه الألبانى فى «ضعيف الجامع» (٢٨٨٥) .