للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- صعد أحدا، ومعه أبو بكر وعمر وعثمان، فرجف بهم، فضربه برجله وقال له: «أثبت أحد، فإنما عليك نبى، وصديق وشهيدان» «١» فكان كما أخبر- صلى الله عليه وسلم-.

ومن ذلك: ما رواه الشيخان من حديث أبى هريرة أنه- رضى الله عنه- قال:

«إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده، وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده، والذى نفسى بيده لتنفقن كنوزهما فى سبيل الله» «٢» قال النووى قال الشافعى وسائر العلماء: معناه لا يكون كسرى بالعراق ولا قيصر بالشام، كما كان فى زمنه- صلى الله عليه وسلم-، فأعلمنا- صلى الله عليه وسلم- بانقطاع ملكهما من هذين الإقليمين، وكان كما قال، فأما كسرى فانقطع ملكه وزال بالكلية من جميع الأرض، وتمزق ملكه كل ممزق، واضمحل بدعوة النبى- صلى الله عليه وسلم-، وأما قيصر فانهزم من الشام ودخل أقصى بلاده، فافتتح المسلمون بلاده واستقرت للمسلمين ولله الحمد، انتهى.

وقد وقع ذلك فى خلافة سيدنا عمر بن الخطاب كما قدمته، وقال- صلى الله عليه وسلم- لسراقة: «كيف بك إذا لبست سوارى كسرى؟» فلما أتى بهما عمر ألبسهما إياه وقال: «الحمد لله الذى سلبهما كسرى وألبسهما سراقة» «٣» .

ومن ذلك: إخباره- صلى الله عليه وسلم- بالمال الذى تركه عمه العباس عند أم الفضل، بعد أن كتمه، فقال: ما علمه غيرى وغيرها وأسلم كما تقدم ذلك فى غزوة بدر من المقصد الأول. وإخباره بشأن كتاب حاطب إلى أهل مكة.

وبموضع ناقته حين ضلت وكيف تعلقت بخطامها فى الشجرة.

ولما رجع المشركون يوم الأحزاب، قال النبى- صلى الله عليه وسلم-: «الآن نغزوهم


(١) صحيح: أخرجه البخارى (٣٦٧٥) فى فضائل الصحابة، باب: قول النبى- صلى الله عليه وسلم-: «لو كنت متخذا خليلا» .
(٢) صحيح: وقد تقدم قريبا.
(٣) أخرجه عبد بن حميد وابن المنذر والبيهقى وابن عساكر، عن الحسن مرسلا، كما فى «كنز العمال» (٣٥٧٥٢) .