للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فاشتد الأمر، وتضارب القوم، وأظهر بعضهم لبعض العداوة، وتذامرت قريش على من أسلم منهم يعذبونهم ويفتنونهم عن دينهم.

ومنع رسول الله بعمه أبى طالب وبنى هاشم- غير أبى لهب- وبنى المطلب.

وقال مقاتل: كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- عند أبى طالب يدعوه إلى الإسلام، فاجتمعت قريش إلى أبى طالب يريدون بالنبى- صلى الله عليه وسلم- سوآ، فقال أبو طالب: حين تروح الإبل فإن حنت ناقة إلى غير فصيلها دفعته إليكم.

وقال:

والله لن يصلوا إليك يجمعهم ... حتى أوسد فى التراب دفينا

فاصدع بأمرك ما عليك غضاضة ... وأبشر وقر بذاك منك عيونا

ودعوتنى وزعمت أنك ناصحى ... ولقد صدقت وكنت ثم أمينا

وعرضت دينا لا محالة إنه ... من خير أديان البرية دينا

لولا الملامة أو حذارى سبة ... لوجدتنى سمحا بذاك مبينا

وقد كفى الله تعالى نبيه- صلى الله عليه وسلم- المستهزئين. كما قال تعالى:

وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ «١» أى لا تلتفت إلى ما يقولون: إِنَّا كَفَيْناكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ «٢» . يعنى بقمعهم وإهلاكهم. وقد قيل: إنهم كانوا خمسة من أشراف قريش:

الوليد بن المغيرة.

والعاصى بن وائل.

والحارث بن قيس.

والأسود بن عبد يغوث.

والأسود بن المطلب.


(١) سورة الحجر: ٩٤.
(٢) سورة الحجر: ٩٥.