للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال ابن عباس: لما أسلم عمر قال جبريل للنبى- صلى الله عليه وسلم-: يا محمد، لقد استبشر أهل السماء بإسلام عمر «١» . رواه ابن ماجه.

ولما رأت قريش عزة النبى- صلى الله عليه وسلم- بمن معه، وإسلام عمر، وعزة أصحابه بالحبشة، وفشو الإسلام فى القبائل، أجمعوا على أن يقتلوا النبى صلى الله عليه وسلم-، فبلغ أبا طالب، فجمع بنى هاشم وبنى المطلب فأدخلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم- شعبهم ومنعوه ممن أراد قتله، فأجابوه حتى كفارهم، فعلوا ذلك حمية على عادة الجاهلية.

فلما رأت قريش ذلك اجتمعوا وائتمروا أن يكتبوا كتابا يتعاقدون فيه على بنى هاشم وبنى المطلب: ألاينكحوا إليهم ولا ينكحوهم، ولا يبيعوا منهم شيئا، ولا يبتاعوا منهم، ولا يقبلوا منهم صلحا أبدا حتى يسلموا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- للقتل.

وكتبوه فى صحيفة بخط منصور بن عكرمة- وقيل بغيض بن عامر- فشلت يده، وعلقوا الصحيفة فى جوف الكعبة، هلال المحرم سنة سبع من النبوة.

فانحاز بنو هاشم وبنو المطلب إلى أبى طالب فدخلوا معه فى شعبه، إلا أبا لهب فكان مع قريش. فأقاموا على ذلك سنتين أو ثلاثا، وقال ابن سعد:

سنتين حتى جهدوا وكان لا يصل إليهم شىء إلا سرّا.

وقدم نفر من مهاجرة الحبشة، حين قرأ- صلى الله عليه وسلم- وَالنَّجْمِ إِذا هَوى حتى بلغ أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى (١٩) وَمَناةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرى «٢» ألقى الشيطان فى أمنيته أى فى تلاوته: تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترتجى، فلما


(١) ضعيف: أخرجه ابن ماجه (١٠٣٠) فى المقدمة، باب فضل عمر- رضى الله عنه-، والحاكم فى مستدركه (٣/ ٩٠) ، والطبرانى فى الكبير (١١/ ٨٠) ، والحديث ضعفه الشيخ الألبانى فى «ضعيف الجامع» (٤٧٦٥) .
(٢) سورة النجم: ١- ٢٠.