للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إنى أعوذ بك من عذاب القبر ومن وسوسة الصدر، ومن شتات الأمر، ومن شر كل ذى شر» .

وفى الترمذى: «أفضل الدعاء يوم عرفة، وأفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلى: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير» «١» .

وكان من دعائه فى عرفة أيضا- كما فى الطبرانى الصغير- من حديث ابن عباس: «اللهم إنك تسمع كلامى، وترى مكانى، وتعلم سرى وعلانيتى، لا يخفى عليك شئ من أمرى، أنا البائس الفقير المستغيث المستجير الوجل المشفق المقر المعترف بذنوبه، أسألك مسألة المسكين، وأبتهل إليك ابتهال المذنب الذليل، وأدعوك دعاء الخائف الضرير، من خضعت لك رقبته، وفاضت لك عبرته وذل جسده، ورغم أنفه لك، اللهم لا تجعلنى بدعائك رب شقيّا، وكن بى رؤفا رحيما، يا خير المسئولين ويا خير المعطين» «٢» .

وأتاه- صلى الله عليه وسلم- ناس من أهل نجد- وهو بعرفة- فسألوه كيف الحج؟ فأمر مناديا ينادى: الحج عرفة، من جاء ليلة جمع قبل طلوع الفجر فقد أدرك الحج، أيام منى ثلاثة، فمن تعجل فى يومين فلا إثم عليه، ومن تأخر فلا إثم عليه «٣» ، رواه الترمذى. وفى رواية جابر عند أبى داود، قال- صلى الله عليه وسلم- بعرفة: «وقفت هاهنا وعرفة كلها موقف» «٤» . وهناك أنزلت عليه الْيَوْمَ


(١) حسن: أخرجه الترمذى (٣٥٨٥) فى الدعوات، باب: فضل لا حول ولا قوة إلا بالله، والحديث حسنه الشيخ الألبانى فى «صحيح الجامع» (٣٢٧٤) .
(٢) ذكره الهيثمى فى «المجمع» (٣/ ٢٥٢) وقال: رواه الطبرانى فى الكبير والصغير، وفيه يحيى بن صالح الأيلى، قال العقيلى روى عنه يحيى بن بكير مناكير، وبقية رجاله رجال الصحيح.
(٣) صحيح: أخرجه الترمذى (٨٨٩) فى الحج، باب: ما جاء فيمن أدرك الإمام بجمع فقد أدرك الحج، من حديث عبد الرحمن بن يعمر- رضى الله عنه-، والحديث صححه الشيخ الألبانى فى «صحيح سنن الترمذى» .
(٤) صحيح: أخرجه أبو داود (١٩٠٧) فى المناسك، باب: صفة حجة النبى- صلى الله عليه وسلم- والحديث صححه الشيخ الألبانى فى «صحيح سنن أبى داود» .