للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

زالت فى عافية من ذلك حتى فارقتها بمكة سنة أربع وتسعين وثمانمائة، والحمد لله رب العالمين «١» .

وأما التوسل به- صلى الله عليه وسلم- فى عرصات القيامة، فمما قام عليه الإجماع وتواترت به الأخبار فى حديث الشفاعة.

فعليك أيها الطالب إدراك السعادة الموصل لحسن الحال فى حضرة الغيب والشهادة، بالتعلق بأذيال عطفه وكرمه، والتطفل على موائد نعمه، والتوسل بجاهه الشريف والتشفع بقدره المنيف، فهو الوسيلة إلى نيل المعالى واقتناص المرام، والمفزع يوم الجزع والهلع لكافة الرسل الكرام، واجعله أمامك فيما نزل بك من النوازل، وإمامك فيما تحاول من القرب والمنازل، فإنك تظفر من المراد بأقصاه، وتدرك رضى من أحاط بكل شئ علما وأحصاه، واجتهد ما دمت بطيبة الطيبة حسب طاقتك فى تحصيل أنواع القربات، ولازم قرع أبواب السعادات بأظافير الطلبات، وارق فى مدارج العبادات، ولج فى سرادق المرادات.

تمتع إن ظفرت بنيل قرب ... وحصل ما استطعت من ادخار

فها أنا قد أبحت لكم عطائى ... وها قد صرت عندى فى جوارى

فخذ ما شئت من كرم وجود ... ونل ما شئت من نعم غزار

فقد وسعت أبواب التدانى ... وقد قربت للزوار دارى

فمتع ناظريك فها جمالى ... تجلى للقلوب بلا استتار

ولازم الصلوات مكتوبة ونافلة فى مسجده المكرم، خصوصا بالروضة التى ثبت أنها روضة من رياض الجنة «٢» . كما رواه البخارى.


(١) قلت: هذه حكايات أعيان لا حجة فيها، لأنه ليس عليه دليل شرعى، ولو فتح هذا الباب لقال من شاء ما شاء.
(٢) قلت: الذى فى صحيح البخارى: «ما بين قبرى ومنبرى روضة من رياض الجنة» أخرجه برقم (١١٩٥) فى الجمعة، باب: فضل ما بين القبر والمنبر، والمقصد أن هذه البقعة سببا فى دخول الجنة، إما لأنها مكان علم (المسجد النبوى) ينتفع به، أو تؤدى فيه عبادة مقبولة فتكون سببا فى دخول الجنة، وكلاهما مقصود.