للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فى بيته ثم أتى مسجد قباء فصلى فيه صلاة كان له كأجر عمرة» «١» ، وصححه الحاكم.

وينبغى أيضا بعد زيارته- صلى الله عليه وسلم- أن يقصد المزارات التى بالمدينة الشريفة، والآثار المباركة، والمساجد التى صلى فيها- صلى الله عليه وسلم- التماسا لبركته، ويخرج إلى البقيع لزيارة من فيه، فإن أكثر الصحابة ممن توفى فى المدينة فى حياته- صلى الله عليه وسلم- وبعد وفاته مدفون فى البقيع، وكذلك سادات أهل البيت والتابعين.

وروى عن مالك أنه قال: من مات بالمدينة من الصحابة عشرة آلاف، وكذلك أمهات المؤمنين سوى خديجة فإنها بمكة، وميمونة فإنها بسرف. وقد كان- صلى الله عليه وسلم- يخرج آخر الليل إلى البقيع فيقول: «السلام عليكم دار قوم مؤمنين» «٢» رواه مسلم.

قال ابن الحاج فى «المدخل» وقد فرق علماؤنا بين الآفاقى والمقيم فى التنفل بالطواف والصلاة، فقالوا: الطواف فى حق الآفاقى أفضل له، والتنفل فى حق المقيم أفضل، قال: وما نحن بسبيله من باب أولى، فمن كان مقيما خرج إلى زيارة أهل البقيع ومن كان مسافرا فليغتنم مشاهدته- صلى الله عليه وسلم-.

وحكى عن العارف ابن أبى جمرة، أنه لما دخل المسجد النبوى لم يجلس إلا الجلوس فى الصلاة، وأنه لم يزل واقفا بين يديه- صلوات الله وسلامه عليه-، وكان قد خطر له أن يذهب إلى البقيع فقال: إلى أين أذهب، هذا باب الله المفتوح للسائلين والطالبين والمنكسرين. انتهى.


(١) صحيح: أخرجه النسائى (٢/ ٣٧) فى المساجد، باب: فضل مسجد قباء بالصلاة فيه، وابن ماجه (١٤١٢) فى إقامة الصلاة، باب: ما جاء فى الصلاة فى مسجد قباء، وأحمد (٣/ ٤٨٧) ، والحاكم (٣/ ١٣) والحديث صححه الشيخ الألبانى فى «صحيح سنن ابن ماجه» .
(٢) صحيح: أخرجه مسلم (٢٤٩) فى الطهارة، باب: استحباب إطالة الغرة والتحجيل فى الوضوء من حديث أبى هريرة- رضى الله عنه-.