للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

داء، كما رواه رزين العبدرى فى جامعه من حديث سعد، زاد فى حديث ابن عمر: وعجوتها شفاء من السم، ونقل البغوى عن ابن عباس فى قوله تعالى:

لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيا حَسَنَةً «١» أنها المدينة.

وذكر ابن النجار تعليقا عن عائشة- رضى الله عنها- أنها قالت: كل البلاد افتتحت بالسيف وافتتحت المدينة بالقرآن. وروى الطبرانى فى الأوسط بإسناد لا بأس به عن أبى هريرة يرفعه: «المدينة قبة الإسلام ودار الإيمان، وأرض الهجرة، ومثوى الحلال والحرام» «٢» .

وبالجملة، فكل المدينة وترابها وطرقها وفجاجها ودورها وما حولها قد شملته بركته- صلى الله عليه وسلم-، فإنهم كانوا يتبركون بدخوله منازلهم، ويدعونه إليها وإلى الصلاة فى بيوتهم، ولذلك امتنع مالك من ركوب دابة فى المدينة وقال:

لا أطأ بحافر دابة فى عراص كان- صلى الله عليه وسلم- يمشى فيها بقدميه- صلى الله عليه وسلم-.

وينبغى أن يأتى قباء للصلاة فيه والزيارة، فقد كان- صلى الله عليه وسلم- يزوره راكبا وماشيا، رواه مسلم وفى رواية له: «يأتى» بدل «يزور» فيصلى فيه ركعتين.

وعنده أيضا: إن ابن عمر كان يأتيه كل سبت ويقول: رأيت النبى- صلى الله عليه وسلم- يأتيه كل سبت.

وعند الترمذى وابن ماجه والبيهقى من حديث أسيد بن ظهير الأنصارى، يرفعه: «صلاة فى مسجد قباء كعمرة» «٣» ، قال الترمذى: حسن غريب. وقال المنذرى: لا نعرف لأسيد حديثا صحيحا غير هذا.

ورواه أحمد وابن ماجه من حديث سهل بن حنيف بلفظ: «من تطهر


(١) سورة النحل: ٤١.
(٢) ضعيف: أخرجه الطبرانى فى الأوسط، كما فى «ضعيف الجامع» (٥٩٢١) .
(٣) صحيح: أخرجه الترمذى (٣٢٤) فى الصلاة، باب: ما جاء فى الصلاة فى مسجد قباء، وابن ماجه (١٤١١) فى إقامة الصلاة، باب: ما جاء فى الصلاة فى مسجد قباء، والحديث صححه الشيخ الألبانى فى «صحيح سنن الترمذى» .