وفى كتاب العظمة لأبى الشيخ ابن حبان من طريق وهب بن منبه من قوله: قال: خلق الله الصور من لؤلؤة بيضاء فى صفاء الزجاجة، ثم قال للعرش: خذ الصور فتعلق به، ثم قال: كن فكان إسرافيل، فأمره أن يأخذ الصور وبه ثقب بعدد كل روح مخلوقة ونفس منفوسة، فذكر الحديث وفيه:
ثم تجتمع الأرواح كلها فى الصور، ثم يأمر الله إسرافيل فينفخ فيه فتدخل كل روح فى جسدها. فعلى هذا فالنفخ يقع فى الصور أولا ليصل النفخ بالروح إلى الصّور وهى الأجساد، فإضافة النفخ إلى الصور الذى هو القرن حقيقة، وإلى الصور التى هى الأجساد مجاز.
وفى صحيح مسلم من حديث عبد الله بن عمر، رفعه:«ثم ينفخ فى الصور فلا يسمعه أحد إلا أصغى ليتا ورفع ليتا، ثم يرسل الله مطرا كأنه الطل فينبت منه أجساد الناس، ثم ينفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون»«١» .
و «الليت» بكسر اللام وبالمثناة التحتية ثم الفوقية: صفحة العنق، وهما ليتان و «أصغى» : أمال.
وأخرج البيهقى بسند قوى، عن ابن مسعود موقوفا: ثم يقوم ملك الصور بين السماء والأرض فينفخ فيه- والصور قرن- فلا يبقى لله خلق فى السماوات والأرض إلا مات، إلا من شاء ربك، ثم يكون بين النفختين ما شاء الله أن يكون.
وأخرج ابن المبارك فى الرقاق من مرسل الحسن: بين النفختين أربعون سنة، الأولى يميت الله بها كل حى، والآخرى يحيى الله بها كل ميت، ونحوه عند ابن مردويه من حديث ابن عباس، وهو ضعيف.
وعن أنس قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: «أنا أول الناس خروجا إذا بعثوا، وأنا قائدهم إذا وفدوا، وأنا خطيبهم إذا أنصتوا، وأنا مستشفعهم إذا حبسوا، وأنا مبشرهم إذا أيسوا، الكرامة والمفاتيح يومئذ بيدى، ولواء الحمد
(١) صحيح: أخرجه مسلم (٢٩٤٠) فى الفتن، باب: فى خروج الدجال ومكثه فى الأرض ونزول عيسى. من حديث عبد الله بن عمرو، وليس ابن عمر- رضى الله عنهما-.