للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عراة غرلا، كَما بَدَأْنا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وإن أول الخلائق يكسى يوم القيامة إبراهيم» «١» .

وأخرجه البيهقى، وزاد: وأول من يكسى من الجنة إبراهيم، يكسى حلة من الجنة ويؤتى بكرسى فيطرح عن يمين العرش، ثم يؤتى بى فأكسى حلة من الجنة لا يقوم لها البشر. وفيه: أنه يجلس على الكرسى عن يمين العرش.

ولا يلزم من تخصيص إبراهيم- عليه السّلام- بأنه أول من يكسى أن يكون أفضل من نبينا- صلى الله عليه وسلم-، على أنه يحتمل أن يكون نبينا- صلى الله عليه وسلم- خرج من قبره فى ثيابه التى مات فيها، والحلة التى يكساها يومئذ حلة الكرامة، بقرينة إجلاسه عند ساق العرش، فتكون أولية إبراهيم فى الكسوة بالنسبة لبقية الخلق.

وأجاب الحليمى: بأنه يكسى إبراهيم أولا، ثم يكسى نبينا، - عليهما الصلاة والسلام-، على ظاهر الخبر، لكن حلة نبينا أعلى وأكمل، فتجبر بنفاستها ما فات من الأولية.

وفى حديث أبى سعيد عند أبى داود وصححه ابن حبان، أنه لما حضره الموت دعا بثياب جدد فلبسها وقال: سمعت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقول: «إن الميت يبعث فى ثيابه التى يموت فيها» «٢» .

وعند الحارث بن أبى أسامة وأحمد بن منيع: «فإنهم يبعثون فى أكفانهم ويتزاورون فى أكفانهم» «٣» .


(١) صحيح: أخرجه البخارى (٣٣٤٩) فى أحاديث الأنبياء، باب: قول الله تعالى واتخذ الله إبراهيم خليلا. من حديث ابن عباس- رضى الله عنهما-.
(٢) صحيح: أخرجه أبو داود (٣١١٤) فى الجنائز، باب: ما يستحب من تطهير ثياب الميت عند الموت. من حديث أبى سعيد الخدرى- رضى الله عنه-. والحديث صححه الشيخ الألبانى فى «صحيح سنن أبى داود» .
(٣) صحيح: أخرجه مسحويه والعقيلى فى الضعفاء والخطيب فى التاريخ عن أنس، كما فى «صحيح الجامع» (٨٤٥) .