ويجمع بينه وبين ما فى البخارى بأن بعضهم يحشر عاريا وبعضهم كاسيا، أو يحشرون كلهم عراة ثم يكسى الأنبياء، وأول من يكسى إبراهيم- عليه السّلام-، أو يخرجون من القبور بالثياب التى ماتوا فيها ثم تتناثر عنهم عند ابتداء الحشر، فيحشرون عراة ثم يكون أول من يكسى إبراهيم.
وحمل بعضهم حديث أبى سعيد على الشهداء، فيكون أبو سعيد سمعه فى الشهداء فحمله على العموم.
وأما ما رواه الطبرى فى «الرياض النضرة» وعزاه للإمام أحمد فى المناقب عن محدوج بن زيد الهذلى أن النبى- صلى الله عليه وسلم- قال لعلى:«أما علمت يا على أنه أول من يدعى به يوم القيامة بى، فأقوم عن يمين العرش فى ظله، فأكسى حلة خضراء من حلل الجنة، ثم يدعى بالنبيين بعضهم على أثر بعض، فيقومون سماطين عن يمين العرش ويكسون حللا خضرا من حلل الجنة، ألا وإن أمتى أول الأمم يحاسبون يوم القيامة، ثم أبشر، فأول من يدعى بك، فيدفع لك لوائى وهو لواء الحمد، فتسير به بين السماطين، آدم وجميع خلق الله تعالى يستظلون بظل لوائى يوم القيامة، وطوله مسيرة ألف سنة وستمائة سنة، وسنانه ياقوتة حمراء، قبضته فضة بيضاء، زجه درة خضراء، له ثلاث ذوائب من نور، ذؤابة فى المشرق، وذؤابة فى المغرب، والثالثة فى وسط الدنيا، مكتوب عليه ثلاثة أسطر، الأول: بسم الله الرحمن الرحيم، الثانى: الحمد لله رب العالمين، الثالث: لا إله إلا الله محمد رسول الله، طول كل سطر ألف سنة، وعرضه مسيرة ألف سنة، فتسير باللواء والحسن عن يمينك، والحسين عن يسارك، حتى تقف بينى وبين إبراهيم- عليه السّلام- فى ظل العرش، ثم تكسى حلة من الجنة، والسماطان من الناس والنخل: الجانبان»«١» .
ورواه ابن سبع فى الخصائص بلفظ: قال سأل عبد الله بن سلام رسول الله- صلى الله عليه وسلم- عن لواء الحمد ما صفته؟ قال:«طوله مسيرة» الحديث. فقال
(١) أخرجه بنحوه أحمد فى «المسند» (٣/ ١١٦) من حديث أنس، وله رواية أيضا بنحوه فى الصحيحين.