للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الحافظ قطب الدين الحليمى: كما نقله عنه المحب بن الهمام: إنه موضوع بين الوضع. قال: والله أعلم بحقيقة لواء الحمد.

وفى حديث أبى سعيد- عند الترمذى بسند حسن- قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: «أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر، وبيدى لواء الحمد ولا فخر، وما من نبى آدم فمن سواه إلا تحت لوائى» «١» الحديث. واللواء: الراية، وفى عرفهم لا يمسكها إلا صاحب الجيش ورئيسه، ويحتمل أن تكون بيد غيره بإذنه وتكون تابعة له ومتحركة بحركته، تميل معه حيث مال، لا أنه يمسكها بيده، إذ هذه الحالة أشرف.

وفى استعمال العرب عند الحروب، إنما يمسكها صاحبها، ولا يمنعه ذلك من القتال بها، بل يقاتل بها ممسكا لها أشد القتال، ولذا لا يليق بإمساكها كل أحد، بل مثل على- رضى الله عنه-، كما قال «لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله وسوله، ويحبه الله ورسوله» «٢» . وإنما أضاف «اللواء» إلى «الحمد» الذى هو الثناء على الله بما هو أهله، لأن ذلك هو منصبه فى ذلك الموقف دون غيره من الأنبياء. وقد اختلف فى هيئة حشر الناس.

ففى البخارى من حديث أبى هريرة قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-:

«يحشر الناس على ثلاث طرائق: راغبين وراهبين، واثنان على بعير، وثلاثة على بعير وأربعة على بعير. وعشرة على بعير، ويحشر بقيتهم النار، تقبل معهم حيث قالوا، وتبيت معهم حيث باتوا، وتصبح معهم حيث أصبحوا، وتمسى معهم حيث أمسوا» «٣» رواه الشيخان.

وقد مال الحليمى إلى أن هذا الحشر يكون عند الخروج من القبور، وجزم به الغزالى، وقيل: إنهم يخرجون من القبور بالوصف المذكور فى


(١) تقدم.
(٢) صحيح: أخرجه مسلم (٢٤٠٤) فى فضائل الصحابة، باب: من فضائل على بن أبى طالب. من حديث سعد بن أبى وقاص- رضى الله عنه-.
(٣) صحيح: أخرجه البخارى (٦٥٢٢) فى الرقاق، باب: كيف الحشر، ومسلم (٢٨٦١) فى الجنة وصفته، باب: فناء الدنيا وبيان الحشر يوم القيامة. من حديث أبى هريرة- رضى الله عنه-.