للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

اذهبوا إلى محمد، فيأتون محمدا- صلى الله عليه وسلم- فيقولون: يا محمد، أنت رسول الله الله وخاتم الأنبياء، وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، ألا ترى إلى ما نحن فيه، اشفع لنا إلى ربك، فأنطلق فاتى تحت العرش فأقع ساجدا لربى، ثم يفتح الله على من محامده وحسن الثناء عليه شيئا لم يفتحه على أحد قبلى، ثم يقال: يا محمد، ارفع رأسك، سل تعطه، واشفع تشفع، فأرفع رأسى فأقول: أمتى يا رب، أمتى يا رب، فيقال: يا محمد، أدخل من أمتك من لا حساب عليه من الباب الأيمن من أبواب الجنة، وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من الأبواب» «١» الحديث رواه البخارى ومسلم.

قال فى فتح البارى: وقد استشكل قولهم لنوح: «أنت أول الرسل من أهل الأرض» ، فإن آدم نبى مرسل، وكذا شيث وإدريس، وهم قبل نوح.

ومحصل الأجوبة عن ذلك: أن الأولية مقيدة بقوله «أهل الأرض» لأن آدم ومن ذكر معه لم يرسلوا إلى أهل الأرض، أو أن الثلاثة كانوا أنبياء ولم يكونوا رسلا، وإلى هذا جنح ابن بطال فى حق آدم. وتعقبه القاضى عياض بما صححه ابن حبان من حديث أبى ذر، فإنه كالصريح فى أنه كان مرسلا، وفيه التصريح بإنزال الصحف على شيث وهو من علامات الإرسال. وأما إدريس فذهبت طائفة إلى أنه كان من بنى إسرائيل.

ومن الأجوبة: أن رسالة آدم كانت إلى بنيه، وهم موحدون، ليعلمهم شريعته ونوح رسالته كانت إلى قوم كفار يدعوهم إلى التوحيد.

وذكر الغزالى فى كتاب «كشف علوم الآخرة» أن بين إتيان أهل الموقف آدم وإتيانهم نوحا ألف سنة، وكذا بين كل نبى ونبى، إلى نبينا- صلى الله عليه وسلم-.

قال الحافظ ابن حجر: ولم أقف لذلك على أصل، قال: ولقد أكثر فى هذا الكتاب من إيراد أحاديث لا أصول لها، فلا يغتر بشئ منها.


(١) صحيح: أخرجه البخارى (٣٣٤٠) فى أحاديث الأنبياء، باب: قول الله تعالى إنا أرسلنا نوحا إلى قومه أن أنذر قومك ... ، ومسلم (١٩٤) فى الإيمان، باب: أدنى أهل الجنة منزلة فيها. من حديث أبى هريرة- رضى الله عنه-.