للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفى رواية أبى هريرة عند الشيخين: «فاتى تحت العرش فأقع ساجدا لربى: ثم يفتح الله على من محامده وحسن الثناء عليه شيئا لم يفتحه على أحد قبلى» «١» ، ثم يقال: يا محمد، ارفع رأسك. الحديث.

وفى رواية البخارى من حديث قتادة عن أنس: «ثم أشفع، فيحد لى حدّا، ثم أخرجهم من النار وأدخلهم الجنة» «٢» .

قال الطيبى: أى يبين لى كل طور من أطوار الشفاعة حدّا أقف عنده فلا أتعداه، مثل أن يقول شفعتك فيمن أخل بالجماعة، ثم فيمن أخل بالصلاة، ثم فيمن شرب الخمر، ثم فيمن زنا، وهكذا على هذا الأسلوب، والذى يدل عليه سياق الأخبار أن المراد به تفصيل مراتب المخرجين فى الأعمال الصالحة، كما وقع عند أحمد عن يحيى القطان عن سعيد بن أبى عروبة.

وفى رواية ثابت عند أحمد فأقول: «أى رب، أمتى أمتى» ، فيقول:

أخرج من كان فى قلبه مثقال شعيرة، وفى حديث سلمان: فيشفع فى كل من كان فى قلبه مثقال حبة من حنطة، ثم شعيرة، ثم حبة خردل، فذلك المقام المحمود.

وفى رواية أبى سعيد عند مسلم: «ارجعوا فمن وجدتم فى قلبه مثقال دينار من خير» . قال القاضى عياض: قيل معنى الخير: اليقين بالإيمان. وأما قوله فى رواية أنس عند البخارى: «فأخرجهم من النار» فقال الداودى: كأن راوى هذا الحديث ركب شيئا على غير أصله، وذلك أن فى أول الحديث ذكر الشفاعة فى الإراحة من كرب الموقف، وفى آخره ذكر الشفاعة فى الإخراج من النار، يعنى: وذلك إنما يكون بعد الدخول من الموقف والمرور على


(١) صحيح: أخرجه البخارى (٤٧١٢) فى تفسير القرآن، باب: ذرية من حملنا مع نوح إنه كان عبدا شكورا، من حديث أبى هريرة- رضى الله عنه-.
(٢) صحيح: أخرجه البخارى (٧٤٤٠) فى التوحيد، باب: قول الله تعالى وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة. من حديث أبى سعيد الخدرى- رضى الله عنه-.