للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعن- ابن عمر قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: «الكوثر نهر فى الجنة حافتاه من الذهب والماء يجرى على اللؤلؤ، وماؤه أشد بياضا من اللبن، وأحلى من العسل» «١» ، رواه أحمد وابن ماجه، وقال الترمذى: حسن صحيح.

وروى عن ابن عباس فى قوله تعالى: إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ قال: هو نهر فى الجنة، عمقه سبعون ألف فرسخ، ماؤه أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل، شاطئاه اللؤلؤ والزبرجد والياقوت، خص الله به نبيه قبل الأنبياء، رواه ابن أبى الدنيا موقوفا.

وعن أنس قال: سئل رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ما الكوثر؟ قال: «نهر أعطانيه الله- يعنى فى الجنة- أشد بياضا من اللبن، وأحلى من العسل، فيه طير أعناقها كأعناق البخت، أو أعناق الجزر» ، قال عمر: إنها لناعمة، قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: «أكلتها أنعم منها» «٢» . رواه الترمذى وقال: حسن. و «الجزر» بضم الجيم والزاى، جمع جزور وهو البعير.

قال الحافظ ابن كثير: قد تواترت- يعنى أحاديث الكوثر- من طرق تفيد القطع عند كثير من أئمة الحديث، وكذلك أحاديث الحوض، قال: وهكذا روى عن أنس وأبى العالية ومجاهد وغير واحد من السلف: أن الكوثر نهر فى الجنة.

وأما تفضيله- صلى الله عليه وسلم- فى الجنة بالوسيلة والدرجة الرفيعة والفضيلة، فروى مسلم من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول: ثم صلوا علىّ، فإنه من صلى علىّ صلاة صلى الله عليه بها عشرا، ثم سلوا الله لى الوسيلة فإنها منزلة فى الجنة لا تنبغى إلا لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لى الوسيلة حلت عليه الشفاعة» «٣» .


(١) تقدم.
(٢) تقدم.
(٣) تقدم.