للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ورواه أبو داود فى السنن بنحوه ولفظه: ووجدنا عبد الرحمن وقد ركع بهم ركعة من صلاة الفجر، فقام رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فصف مع المسلمين فصلى وراء عبد الرحمن بن عوف الركعة الثانية، ثم سلم عبد الرحمن، فقام رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فى صلاته «١» الحديث.

قال النووى: فيه جواز اقتداء الفاضل بالمفضول، وجواز اقتداء النبى صلى الله عليه وسلم- خلف بعض أمته.

قال: وأما بقاء عبد الرحمن فى صلاته وتأخر أبى بكر- رضى الله عنه- ليتقدم النبى- صلى الله عليه وسلم-، فالفرق بينهما أن عبد الرحمن كان قد ركع ركعة، فترك النبى صلى الله عليه وسلم- التقدم لئلا يختل ترتيب صلاة القوم، بخلاف صلاة أبى بكر.

نعم فى السيرة الهشامية: أن أبا بكر كان الإمام وأن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان يأتم به.

لكنه- كما قال السهيلى- حديث مرسل فى السيرة، والمعروف فى الصحاح أن أبا بكر كان يصلى بصلاة رسول الله- صلى الله عليه وسلم-، والناس يصلون بصلاة أبى بكر «٢» .

لكن قد روى عن أنس من طريق متصل: أن أبا بكر كان الإمام يومئذ، واختلف فيه خبر عائشة- رضى الله عنها-. انتهى.

وفى الترمذى مصححا من حديث جابر: أن آخر صلاة صلاها رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فى ثوب واحد متوشحا به خلف أبى بكر «٣» .

قال ابن الملقن: وقد نصر هذا القول غير واحد من الحفاظ: منهم الضياء، وابن ناصر، وقال: صح وثبت أنه- صلى الله عليه وسلم- صلى خلف أبى بكر


(١) صحيح: وقد تقدم فيما قبله.
(٢) صحيح: والحديث الدال على ذلك أخرجه البخارى (٦٨٣) فى الأذان، باب: من قام إلى جنب الإمام لعلة، ومسلم (٤١٨) فى الصلاة، باب: استخلاف الإمام إذا عرض له عذر من مرض وسفر وغيرهما، من حديث عائشة- رضى الله عنها-.
(٣) إسناده صحيح: والحديث أخرجه الترمذى (٣٦٣) فى الصلاة، باب: منه، وقال الشيخ الألبانى فى «صحيح سنن الترمذى» : إسناده صحيح.