- وأمهما عفراء- وعبد الله بن رواحة. فقالوا من أنتم؟ فقالوا: رهط من الأنصار، فقالوا ما لنا بكم من حاجة.
ثم نادى مناديهم: يا محمد، أخرج لنا أكفاءنا من قومنا. فقال- صلى الله عليه وسلم- قم يا عبيدة بن الحارث، قم يا حمزة، قم يا على.
فلما قاموا ودنوا منهم قالوا من أنتم؟ فتسموا لهم، فقالوا: نعم أكفاء كرام، فبارز عبيدة- وكان أسن القوم- عتبة بن ربيعة، وبارز حمزة شيبة بن ربيعة، وبارز على الوليد بن عتبة.
فقتل على الوليد. هكذا ذكره ابن إسحاق.
وعند موسى بن عقبة- كما نقله فى فتح البارى- برز حمزة لعتبة، وعبيدة لشيبة وعلى للوليد.
ثم اتفقا: فقتل على الوليد، وقتل حمزة الذى بارزه، واختلف عبيدة ومن بارزه بضربتين، فوقعت الضربة فى ركبة عبيدة ومال على وحمزة على الذى بارزه عبيدة فأعاناه على قتله.
وعند الحاكم، من طريق عبد خير عن على: مثل قول موسى بن عقبة.
وعند أبى الأسود عن عروة مثله.
وأورد ابن سعد من طريق عبيدة السلمانى: أن شيبة لحمزة، وعبيدة لعتبة، وعليّا للوليد، ثم قال: الثابت أن عتبة لحمزة، وشيبة لعبيدة.
وأخرج أبو داود عن على قال: تقدم عتبة وتبعه ابنه وأخوه، فنادى:
من يبارز فانتدب له شبان من الأنصار، فقال: من أنتم؟ فأخبروه، فقال: لا حاجة لنا فيكم، إنما أردنا بنى عمنا، فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: «قم يا حمزة، قم يا على، قم يا عبيدة» فأقبل حمزة إلى عتبة، وأقبلت إلى شيبة، واختلف بين عبيدة والوليد ضربتان، فأثخن كل واحد منهما صاحبه، ثم ملنا على الوليد فقتلناه واحتملنا عبيدة «١» .
(١) صحيح: أخرجه أبو داود (٢٦٦٥) فى الجهاد، وباب: فى المبارزة، والبيهقى فى «الكبرى» (٣/ ٣٧٦) (٩/ ١٣١) ، والحديث صححه الشيخ الألبانى فى «صحيح سنن أبى داود» .