للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم أنشأ يقول:

فلست أبالى حين أقتل مسلما ... على أى شق كان لله مصرعى

وذلك فى ذات الإله وإن يشأ ... يبارك على أوصال شلو ممزع «١»

والأوصال جمع: وصل، وهو العضو. والشلو- بكسر المعجمة- الجسد ويطلق على العضو. لكن المراد به هنا الجسد. والممزع- بالزاى، ثم المهملة- القطع ومعنى الكلام: أعضاء جسد مقطع.

وعند أبى الأسود عن عروة زيادة فى هذا الشعر:

لقد أجمع الأحزاب فى وألبوا ... قبائلهم واستجمعوا كل مجمع

وفيه أيضا:

إلى الله أشكو غربتى بعد كربتى ... وما أرصد الأحزاب لى عند مصرعى

وساق ابن إسحاق هذه الأبيات ثلاثة عشر بيتا، قال ابن هشام: ومن الناس من ينكرها لخبيب.

وكان خبيب أول من سن الركعتين عند القتل لكل مسلم قتل صبرا، كذا قال ابن إسحاق، وقوله هذا يدل على أنها سنة جارية.

وإنما صار فعل خبيب سنة- والسنة إنما هى أقوال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وأفعاله وتقريره- لأنه فعله فى حياته- صلى الله عليه وسلم-، فاستحسن ذلك من فعله واستحسنها المسلمون. والصلاة خير ما ختم به عمل العبد.

وقد صلى هاتين الركعتين زيد بن حارثة، مولى رسول الله- صلى الله عليه وسلم-، وذلك فى حياته- عليه الصلاة والسلام-، كما رويناه من طريق السهيلى بسنده إلى الليث بن سعد قال: بلغنى أن زيد بن حارثة اكترى بغلا من رجل بالطائف، فاشترط عليه المكرى أن ينزله حيث شاء. قال: فمال به إلى خربة، فقال له انزل فنزل، فإذا فى الخربة قتلى كثيرة، قال فلما أراد أن يقتله قال له


(١) صحيح: وهو عند البخارى (٣٠٤٥) فيما تقدم.