للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الدمياطى- ومن قبله ابن سعد- عشرين ليلة، يصلى ركعتين، ولم يلق كيدا، وبنى فى طريقه مساجد.

وأقبل- صلى الله عليه وسلم- حتى نزل بذى أوان- بفتح الهمزة بلفظ الأوان: الحين- وبينهما وبين المدينة ساعة جاءه خبر مسجد الضرار من السماء.

فدعا مالك بن الدخشم ومعن بن عدى العجلانى فقال: انطلقا إلى مسجد الظالم أهله فاهدماه وحرقاه. فخرجا فحرقاه وهدماه.

وذلك بعد أن أنزل الله فيه: وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِداً ضِراراً وَكُفْراً «١» .

قال الواحدى: قال ابن عباس ومجاهد وقتادة وعامة أهل التفسير:

الذين اتخذوا مسجد الضرار كانوا اثنى عشر رجلا، يضارون به مسجد قباء، وذلك أنهم قالوا فى طائفة من المنافقين: نبنى مسجدا فنقيل فيه فلا نحضر خلف محمد.

قال المفسرون: ولما بنوا ذلك لأغراضهم الفاسدة عند ذهاب رسول الله صلى الله عليه وسلم- إلى غزوة تبوك، ونحن نحب أن تصلى فيه وتدعو لنا بالبركة، فقال عليه الصلاة والسلام-: «إنى على جناح سفر، وإذا قدمن إن شاء الله تعالى صلينا فيه» «٢» . فلما قفل من غزوة تبوك سألوه إتيان المسجد، فنزلت هذه الآية.

ولما دنا- صلى الله عليه وسلم- من المدينة خرج الناس لتلقيه. وخرج النساء والصبيان والولائد يقلن:

طلع البدر علينا ... من ثنيات الوداع

وجب الشكر علينا ... ما دعا لله داع


(١) سورة التوبة: ١٠٧.
(٢) الخبر أورده ابن هشام فى «السيرة النبوية» (٢/ ٥٢٩- ٥٣٠) ، والبيهقى فى «الدلائل» (٥/ ٢٥٩- ٢٦٠) ، وابن القيم فى «زاد المعاد» (٣/ ٥٤٩) .