فتحصل من جميع الأقوال ثمانية ذكور: اثنان متفق عليهما: القاسم وإبراهيم، وستة مختلف فيهم: عبد مناف، وعبد الله، والطيب والمطيب، والطاهر، والمطهر.
والأصح أنهم ثلاثة ذكور والأربع بنات متفق عليهن وكلهم من خديجة بنت خويلد إلا إبراهيم. فأما القاسم فهو أول ولد ولد له- عليه الصلاة والسلام- قبل النبوة، وبه كان يكنى. وعاش حتى مشى، وقيل عاش سنتين، وقال مجاهد مكث سبع ليال، وخطأه الغلابى فى ذلك وقال: الصواب أنه عاش سبعة عشر شهرا. وقال ابن فارس: بلغ ركوب الدابة ومات قبل المبعث. وفى مستدرك الفريانى ما يدل على أنه توفى فى الإسلام. وهو أول من مات من ولده- عليه الصلاة والسلام-. وأما زينب فهى أكبر بناته بلا خلاف إلا ما لا يصح، وإنما الخلاف فيها وفى القاسم أيهما ولد أولا. وعند ابن إسحاق أنها ولدت فى سنة ثلاثين من مولد النبى- صلى الله عليه وسلم-، وأدركت الإسلام، وهاجرت، وماتت سنة ثمان من الهجرة عند زوجها- وابن خالتها- أبى العاص لقيط وقيل مهشم بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس.
وكانت هاجرت قبله وتركته على شركه، وردها النبى- صلى الله عليه وسلم- إليه بالنكاح الأول بعد سنتين، وقيل بعد ست سنين وقيل قبل انقضاء العدة، فيما ذكره ابن عقبة. وفى حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ردها له بنكاح جديد سنة سبع.
وولدت له عليّا مات صغيرا وقد ناهز الحلم، وكان رديف النبى- صلى الله عليه وسلم- على ناقته يوم الفتح، وولدت له أيضا أمامة التى حملها- صلى الله عليه وسلم- فى صلاة الصبح على عاتقه، وكان إذا ركع وضعها وإذا رفع رأسه من السجود أعادها «١» ، وتزوجها على بن أبى طالب بعد موت فاطمة.
وأما رقية فولدت سنة ثلاث وثلاثين من مولده- صلى الله عليه وسلم-. وذكر الزبير بن
(١) صحيح: والحديث أخرجه البخارى (٥١٦) فى الصلاة، باب: إذا حمل جارية صغيرة على عنقه فى الصلاة، ومسلم (٥٤٣) فى المساجد، باب: جواز حمل الصبيان فى الصلاة، من حديث أبى قتادة- رضى الله عنه-.