للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذرفت عيناه، ثم قال: «إنا بك يا إبراهيم لمحزنون، تبكى العين ويحزن القلب ولا نقول ما يسخط الرب» «١» خرجه بهذا السياق أبو عمرو بن السماك، ومعناه فى الصحيح.

وتوفى وله سبعون يوما- فيما ذكره أبو داود- فى ربيع الأول يوم الثلاثاء لعشر خلون منه، وقيل: بلغ ستة عشر شهرا وثمانية أيام، وقيل: سنة وعشرة أشهر وستة أيام.

وحمل على سرير صغير، وصلى عليه النبى- صلى الله عليه وسلم- بالبقيع وقال:

«ندفنه عند فرطنا عثمان بن مظعون» . وروى أن عائشة قالت: دفنه- صلى الله عليه وسلم- ولم يصل عليه، فيحتمل أن يكون لم يصل عليه بنفسه وأمر أصحابه أن يصلوا عليه، أو لم يصل عليه فى جماعة.

وروى أن الذى غسله أبو بردة، وروى الفضل بن العباس، ولعلهما اجتمعا عليه.

ونزل قبره الفضل وأسامة. والنبى- صلى الله عليه وسلم- على شفير القبر، ورش قبره وعلم بعلامة.

قال الزبير: وهو أول قبر رش.

وانكسفت الشمس يوم موته فقال الناس: إنما كسفت لموت إبراهيم، فقال- صلى الله عليه وسلم-: «إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، لا ينكسفان لموت أحد» «٢» رواه الشيخان: قيل: الغالب أن الكسوف يكون يوم الثامن والعشرين أو التاسع والعشرين، فكسفت يوم موت إبراهيم فى العاشر، فلذلك قالوا:

كسفت لموته.


(١) صحيح: أخرجه البخارى (١٣٠٣) فى الجنائز، باب: قول النبى- صلى الله عليه وسلم-: إنا بك لمحزونون، ومسلم (٢٣١٥) فى الفضائل، باب: رحمته- صلى الله عليه وسلم- الصبيان والعيال، من حديث أنس- رضى الله عنه-.
(٢) صحيح: أخرجه البخارى (١٠٤١) فى الجمعة، باب: الصلاة فى كسوف الشمس، ومسلم (٩١١) فى الكسوف، باب: ذكر النداء بصلاة الكسوف الصلاة جامعة، من حديث أبى مسعود الأنصارى.