للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الليلة غلام سميته باسم أبى إبراهيم» ثم دفعه إلى أم سيف، امرأة قين بالمدينة يقال له أبو سيف «١» ، الحديث، وفيه: أنه بقى عندها إلى أن مات، والقين:

الحداد.

ويجمع بينهما: بأن التسمية كانت قبل السابع، كما فى حديث أنس هذا ثم ظهرت فيه، وأما حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده- عند الترمذى مرفوعا- أنه أمر بتسمية المولود يوم سابعه «٢» ، فيحمل على أنها لا تؤخر عن السابع، لا أنها لا تكون إلا فيه، بل هى مشروعة من الولادة إلى السابع.

قال الزبير بن بكار: وتنافست الأنصار فيمن ترضع إبراهيم- عليه السّلام-، فإنهم أحبوا أن يفرغوا مارية له- عليه السّلام-، فأعطاه لأم بردة بنت المنذر بن زيد الأنصارى، زوجه البراء بن أوس، فكانت ترضعه بلبن ابنها فى بنى مازن بن النجار وترجع به إلى أمه. وأعطى- صلى الله عليه وسلم- أمه بردة قطعة نخل.

وقد تقدم أنه أعطاه أم سيف وبقى عندها إلى أن مات، فيحتمل أن يكون أعطاه أولا أم بردة ثم أعطاه أم سيف وبقى عندها إلى أن توفى، لكن قد روى أنه توفى عند أم بردة، فيرجع فى الترجيح إلى الصحيح.

وعن أنس بن مالك قال: ما رأيت أحدا أرحم بالعيال من رسول الله صلى الله عليه وسلم-، كان إبراهيم مسترضعا فى عوالى المدينة فكان ينطلق ونحن معه، فيدخل البيت وكان ظئره قينا، فيأخذ فيقبله ثم يرجع. الحديث رواه أبو حاتم.

وفى حديث جابر: أخذ- صلى الله عليه وسلم- بيد عبد الرحمن بن عوف، فأتى به النخل فإذا ابنه إبراهيم يجود بنفسه، فأخذه- صلى الله عليه وسلم- فوضعه فى حجره ثم


(١) صحيح: أخرجه أبو داود (٣١٢٦) فى الجنائز، باب: فى البكاء على الميت، وأصل الحديث عند البخارى (١٣٠٣) فى الجنائز، ومسلم (٢٣١٥) فى الفضائل.
(٢) حسن: أخرجه الترمذى (٢٨٣٢) فى الأدب، باب: ما جاء فى تعجيل اسم المولود، وقال الترمذى: هذا حديث حسن غريب، وهو كما قال.