للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال ابن إسحاق: كان- صلى الله عليه وسلم- لا يسمع شيئا يكرهه من رد عليه وتكذيب له- عليه السّلام-، فيحزنه ذلك إلا فرج الله عنه بخديجة إذا رجع إليها تثبته وتخفف عنه، وتصدقه وتهون عليه أمر الناس حتى ماتت.

وعن عبد الرحمن بن زيد قال: قال آدم- عليه السّلام-: إنى لسيد البشر يوم القيامة، إلا رجلا من ذريتى نبيّا من الأنبياء، يقال له أحمد، فضل على باثنتين: زوجته عاونته فكانت له عونا، وكانت زوجتى على عونا، وأعانه الله على شيطانه فأسلم، وكفر شيطانى. خرجه الدولابى، كما ذكره الطبرى.

وخرج الإمام أحمد عن ابن عباس أنه- صلى الله عليه وسلم- قال: «أفضل نساء أهل الجنة: خديجة بنت خويلد، وفاطمة ابنة محمد، ومريم ابنة عمران، وآسية امرأة فرعون» «١» .

قال الشيخ ولى الدين العراقى: خديجة أفضل أمهات المؤمنين على الصحيح المختار، وقيل: عائشة. انتهى.

وقال شيخ الإسلام زكريا الأنصارى فى شرح بهجة الحاوى، عند ذكر أزواجه- صلى الله عليه وسلم-: وأفضلهن خديجة وعائشة وفى أفضلهما خلاف، صحح ابن العماد تفضيل خديجة لما ثبت أنه- صلى الله عليه وسلم- قال لعائشة، حين قالت له: قد رزقك الله خيرا منها فقال: «لا والله ما رزقنى الله خيرا منها، آمنت بى حين كفر بى الناس، وصدقتنى حين كذبنى الناس، وأعطتنى مالها حين حرمنى الناس» «٢» .

وسئل ابن داود [بن على الظاهرى] أيهما أفضل؟ فقال: عائشة أقرأها النبى- صلى الله عليه وسلم- السلام من جبريل، وخديجة أقرأها جبريل من ربها السلام على لسان محمد، فهى أفضل. قيل له: فمن أفضل خديجة أم فاطمة؟ فقال: إن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال: «فاطمة بضعة منى» «٣» فلا أعدل ببضعة رسول الله صلى الله عليه وسلم- أحدا.


(١) أخرجه أحمد فى «المسند» (١/ ٢٩٣) ، وقد تقدم قريبا.
(٢) حسن: أخرجه أحمد فى «المسند» (٦/ ١١٧) بسند حسن.
(٣) صحيح: وقد تقدم قريبا.