للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأما أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث الهلالية- وأمها هند بنت عوف بن زهير بن الحارث بن حماطة بن حمير- فتزوجها- صلى الله عليه وسلم- لما كان بمكة معتمرا سنة سبع بعد غزوة خيبر، وكانت أختها أم الفضل لبابة الكبرى تحت العباس ابن عبد المطلب، وأختها لأمها أسماء بنت عميس تحت جعفر، وسلمى بنت عميس تحت حمزة، وكانت جعلت أمرها إلى العباس فأنكحها النبى- صلى الله عليه وسلم- وهو محرم، فلما رجع بنى بها بسرف حلالا «١» ، ذكره أبو عمر. وفى الصحيح من أفراد مسلم، عنها أنه- صلى الله عليه وسلم- تزوجها وهو حلال، زاد البرقانى بعد قوله تزوجها حلالا: وبنى بها حلالا وماتت بسرف «٢» . فيحمل قوله:

وهو محرم، أى داخل فى الحرم، ويكون العقد وقع بعد انقضاء العمرة، ثم خرج بها إلى سرف وابتنى بها فيه، وهو على عشرة أميال من مكة، كذا قاله الطبرى. وسيأتى فى مقصد المعجزات فى ذكر الخصائص مزيد بيان لذلك إن شاء الله تعالى-.

وكانت ميمونة قبل عند أبى رهم بن عبد العزى، ويقال: بل عبد الله ابن أبى رهم، وقيل: بل عند حويطب بن عبد العزى، وقيل: بل فروة بن عبد العزى.

قال ابن إسحاق. ويقال: إنها وهبت نفسها للنبى- صلى الله عليه وسلم- وذلك أن خطبته- صلى الله عليه وسلم- انتهت إليها وهى على بعيرها فقالت: البعير وما عليه لله ولرسوله. وقيل: الواهبة نفسها غيرها.

وتوفيت ميمونة بسرف فى الموضع الذى بنى بها فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم-، وذلك سنة إحدى وخمسين، وقيل ست وخمسين وقيل ثلاث وستين، وصلى عليها ابن عباس ودخل قبرها.

وأما أم المؤمنين جويرية بنت الحارث بن أبى ضرار- بكسر الضاد المعجمة وتخفيف الراء- فكانت تحت مسافح- بالسين المهملة والفاء- ابن صفوان المصطلقى.


(١) تقدمت الأحاديث الدالة على ذلك.
(٢) تقدمت الأحاديث الدالة على ذلك.