وكانت قد وقعت فى سهم ثابت بن قيس بن شماس الأنصارى، فى غزوة المريسيع، وهى غزوة بنى المصطلق، فى سنة خمس وقيل سنة ست، فكاتبته على نفسها، ثم جاءت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فقالت يا رسول الله، أنا جويرية بنت الحارث وكان من أمرى ما لا يخفى عليك، ووقعت فى سهم ثابت بن قيس بن شماس وإنى كاتبت نفسى، فجئت أسألك فى كتابتى، فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- «فهل لك إلى ما هو خير» قالت: وما هو يا رسول الله؟ قال:«أؤدى عنك كتابتك وأتزوجك» قالت: قد فعلت. فتسامع الناس أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قد تزوج جويرية فأرسلوا ما فى أيديهم من السبى، فأعتقوهم وقالوا أصهار رسول الله- صلى الله عليه وسلم-.
قالت عائشة: فما رأينا امرأة كانت أعظم بركة على قومها منها، أعتق فى سببها مائة أهل بيت بنى المصطلق «١» خرجه أبو داود من حديث عائشة.
وقال ابن هشام: ويقال اشتراها- صلى الله عليه وسلم- من ثابت بن قيس وأعتقها وتزوجها وأصدقها أربعمائة درهم.
وعن ابن شهاب: سبى- صلى الله عليه وسلم- جويرية بنت الحارث يوم المريسيع فحجبها وقسم لها، وكانت ابنة عشرين سنة، وكان اسمها «برة» فحوله صلى الله عليه وسلم- وسماها جويرية. وقد تقدم مثل ذلك فى زينب بنت جحش.
وتوفيت وعمرها خمس وستون سنة فى ربيع الأول سنة خمسين، وقيل سنة ست وخمسين.
وأما أم المؤمنين صفية بنت حيى بن أخطب بن سعية- بفتح السين وسكون العين المهملتين وبالياء المثناة التحتية- ابن ثعلبة بن عبيد من بنى إسرائيل من سبط هارون بن عمران- عليه الصلاة والسلام-. وأمها ضرة بفتح الضاد المعجمة وتشديد الراء- بنت سموأل- بفتح السين المهملة وفتح الميم وسكون الواو وفتح الهمزة وباللام-. فكانت تحت كنانة بن أبى الحقيق
(١) حسن: أخرجه أبو داود (٣٩٣١) فى العتق، باب: فى بيع المكاتب إذا نسخت الكتابة، وأحمد فى «مسنده» (٦/ ٢٧٧) ، وابن حبان فى «صحيحه» (٤٠٥٤ و ٤٠٥٥) ، والحديث حسنه الشيخ الألبانى فى «صحيح سنن أبى داود» .