للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بمعاذ ولقد أعاذك الله منى» وقيل: إن نساءه- صلى الله عليه وسلم- علمنها ذلك فإنها كانت أجمل الناس فخفن أن تغلبهن عليه، فقلن لها إنه يحب إذا دنا منك إن تقولى: أعوذ بالله منك، فقال: «قد عذت بمعاذ» وطلقها، ثم سرحها إلى أهلها وكانت تسمى نفسها الشقية.

وقال الجرجانى: قلن لها: إن أردت أن تحظى عنده فتعوذى بالله منه، فقالت ذلك فولى وجهه عنها. وقيل المتعوذة غيرها، قال أبو عبيدة: ويجوز أن تكونا تعوذتا، وقال آخرون: كان بأسماء وضح فقال لها «ألحقى بأهلك» «١» وقد قيل فى اسمها أميمة، وقيل: أمامة.

الخامسة: مليكة بنت كعب الليثية، قال بعضهم: هى التى استعاذت من النبى- صلى الله عليه وسلم- وقيل دخل بها، وماتت عنده، والأول أصح، ومنهم من ينكر تزويجه بها أصلا.

والسادسة: فاطمة بنت الضحاك بن سفيان الكلابى، تزوجها بعد وفاة ابنته زينب وخيرها حين نزلت آية التخيير، [الأحزاب ٢٨ و ٢٩] فاختارت الدنيا ففارقها- عليه الصلاة والسلام- فكانت بعد ذلك تلقط البعر وتقول هى الشقية اختارت الدنيا، هكذا رواه ابن إسحاق.

لكن قال أبو عمر: هذا عندنا غير صحيح، لأن ابن شهاب يروى عن عروة عن عائشة، أنه- صلى الله عليه وسلم- حين خير أزواجه بدأ بها فاختارت الله ورسوله، وتابع أزواج النبى- صلى الله عليه وسلم- على ذلك.

وقال قتادة وعكرمة: كان عنده- صلى الله عليه وسلم- عند التخيير تسع نسوة وهن اللاتى توفى عنهن.

وقيل إنه- صلى الله عليه وسلم- تزوجها سنة ثمان، وقيل إن أباها قال: إنها لم تصدع قط، فقال- عليه الصلاة والسلام-: «لا حاجة لى بها» .

السابعة: عالية بنت ظبيان بن عمرو بن عوف، تزوجها- صلى الله عليه وسلم- وكانت


(١) انظر ما قبله، وكذلك ما قاله الحافظ ابن حجر فى «الفتح» (٩/ ٣٥٧- ٣٥٩) .