للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم اعلم أنه- عليه الصلاة والسلام- لم يشركه فى ولادته من أبويه أخ ولا أخت، لانتهاء صفوتهما إليه، وقصور نسبهما عليه، ليكون مختصّا بنسب جعله الله تعالى للنبوة غاية، ولتمام الشرف نهاية، وأنت إذا اختبرت حال نسبه، وعلمت طهارة مولده تيقنت أنه سلالة آباء كرام.

فهو- صلى الله عليه وسلم- النبى العربى الأمى الأبطحى الحرمى الهاشمى القرشى، نخبة بنى هاشم، المختار المنتخب من خير بطون العرب وأعرقها فى النسب، وأشرفها فى الحسب، وأنضرها عودا، وأطولها عمودا، وأطيبها أرومة «١» ، وأعزها جرثومة «٢» ، وأفصحها لسانا، وأوضحها بيانا، وأرجحها ميزانا، وأصحها إيمانا، وأعزها نفرا، وأكرمها معشرا، من قبل أبيه وأمه، ومن أكرم بلاد الله على الله وعلى عباده.

* فهو محمد بن عبد الله، الذبيح.

* ابن عبد المطلب، واسمه شيبة الحمد، فى قول ابن إسحاق، وهو الصحيح، وقيل سمى به لأنه ولد وفى رأسه شيبة.

وقيل: اسمه عامر، وهو قول ابن قتيبة، وتابعه عليه المجد الشيرازى «٣» ، وكنيته أبو الحارث، بابن له أكبر ولده.

قيل: وإنما قيل له عبد المطلب، لأن أباه هاشما قال لأخيه المطلب، وهو بمكة، حين حضرته الوفاة: أدرك عبدك بيثرب، فمن ثم سمى عبد المطلب، وقيل: إن عمه المطلب جاء به إلى مكة رديفه- وهو بهيئة بزة- فكان يسأل عنه فيقول: هو عبدى، حياء أن يقول: هو ابن أخى، فلما أدخله وأحسن من حاله، أظهر أنه ابن أخيه، فلذلك قيل له: عبد المطلب.


صاحب «الجمع الصغير» للحاكم عن ابن عمرو وقال الشيخ الألبانى فى «ضعيف الجامع» (١٥٣٤) : ضعيف.
(١) الأرومة: الأصل.
(٢) جرثومة الشىء: أصله، أو هى التراب المجتمع فى أصول الشجر، والذى تسفيه الريح.
(٣) هو: الفيروز أبادى، صاحب «القاموس المحيط» ، محمد بن يعقوب بن محمد، أبو طاهر مجد الدين، توفى سنة (٨١٧ هـ) .