للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أنه يستحب أن تحب الدباء وكذلك كل شىء كان يحبه- صلى الله عليه وسلم-. وكذلك أكل- صلى الله عليه وسلم- السلق مطبوخا بالشعير قال الترمذى: حديث حسن غريب.

وأتى الحسن بن على وابن عباس وابن جعفر إلى سلمى فقالوا: اصنعى لنا طعاما مما كان يعجب رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ويحسن أكله: فقالت: يا بنى لا تشتهيه اليوم فقال: بلى اصنعيه لنا، فقامت فأخذت شيئا من الشعير فطحنته ثم جعلته فى قدر وصبت عليه شيئا من زيت ودقت الفلفل والتوابل فقربته إليهم فقالت: هذا مما كان يعجبه- صلى الله عليه وسلم- ويحسن أكله. رواه الترمذى.

وأكل- صلى الله عليه وسلم- الخزيرة- وهى بخاء معجمة مفتوحة ثم زاى مكسورة، وبعد التحتانية الساكنة راء- ما يتخذ من الدقيق على هيئة العصيدة، لكن أرق منها، قاله الطبرى. وقال ابن فارس: دقيق يخلط بشحم، وقال القتبى وتبعه الجوهرى: أن يؤخذ اللحم فيقطع صغارا ويصب عليه ماء كثير فإذا نضج ذر عليه الدقيق، فإن لم يكن فيها لحم فهى عصيدة. وقيل: مرقة تصفى من بلالة النخالة ثم تطبخ، وقيل: الخزيرة بالإعجام من النخالة، والحريرة- يعنى بالإهمال- من اللبن.

وقال عتبان: غدا على رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وأبو بكر حين ارتفع النهار، وحبسناه على خزير صنعناه «١» وأكل- صلى الله عليه وسلم- الأقط «٢» ، قاله ابن عباس فيما رواه وهو جبن اللبن المستخرج زبده، أكلته وهو كثير بمكة والمدينة زادهما الله شرفا، وهو أشبه شىء بالكشك. وأكل- صلى الله عليه وسلم- الرطب والتمر والبسر. رواه مسلم والترمذى وغيرهما.

وأكل الكباث «٣» . رواه مسلم، وهو بفتح الكاف وتخفيف الموحدة وبعد


(١) صحيح: والحديث أخرجه البخارى (١١٨٦) فى التطوع، باب: صلاة النوافل جماعة، ومسلم (٢٦٣) فى المساجد، باب: الرخصة فى التخلف عن الجماعة بعذر.
(٢) صحيح: أخرجه البخارى (٢٥٧٥) فى الهبة، باب: قبول الهدية، ومسلم (١٩٤٧) فى الصيد والذبائح، باب: إباحة العنب، من حديث ابن عباس- رضى الله عنهما-:
(٣) قلت: هو فى الصحيحين الأمر بأكل الأسود منه لأنه أطيبه، والحديث أخرجه البخارى (٣٤٠٦) فى أحاديث الأنبياء، باب: يَعْكُفُونَ عَلى أَصْنامٍ لَهُمْ، ومسلم (٢٠٥٠) فى الأشربة، باب: فضيلة الأسود من الكباث، من حديث جابر- رضى الله عنه- و (الكباث) شىء يشبه التين.