للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الألف مثلاثة، النضيج من تمر الأراك. وقيل ورق الأراك، وتعقبه الإسماعيلى فقال: إنما هو تمر الأراك وهو البرير- بموحدة بوزن الحرير- فإذا اسود فهو الكباث. وفى النهاية لابن الأثير؛ أنه- صلى الله عليه وسلم- كان يحب الجذب- بالجيم والذال المعجمة المفتوحتين- أى الجمار، وهو شحم النخل واحدتها جذبة.

وأما الجبن، ففى السنن من حديث ابن عمر قال: أتى النبى- صلى الله عليه وسلم- بجبنة فى تبوك فدعا بسكين فسمى وقطع «١» رواه أبو داود.

وكان- صلى الله عليه وسلم- يراعى صفات الأطعمة وطبائعها واستعمالها على قاعدة الطب، فإذا كان فى أحد الطعامين ما يحتاج إلى كسر وتعديل كسره وعدله بضده إن أمكن، كتعديله حرارة الرطب بالبطيخ. وهذا أصل كبير فى المركبات من الأدوية، وإن لم يجد ذلك تناوله على حاجة وداعية من النفس من غير إسراف. وروى أبو داود من حديث أبى أسامة عن هشام أنه- صلى الله عليه وسلم- كان يأكل البطيخ بالرطب، ويقول يكسر حر هذا ببرد هذا، وبرد هذا بحر هذا «٢» . ورواه يزيد بن رومان عن الزهرى عن عروة بتقديم «الطاء» كما للنوقانى، وبتأخيرها كما للنسائى فى الوليمة، فكأنه عند هشام باللفظين.

وكذا رواه ابن حبان فى صحيحه من حديث محمد بن عبد الرحمن عن الإمام أحمد بن حنبل عن وهب بن جرير بن حازم، حدثنا أبى، سمعت حميدا يحدث عن أنس أن النبى- صلى الله عليه وسلم- كان يأكل الطبيخ أو البطيخ بالرطب، وقال عقبة: الشك من أحمد «٣» . وتقديم الطاء لغة حكاها صاحب المحكم.

وقد كان محمد بن أسلم لا يأكل البطيخ لأنه لم ينقل كيفية أكل رسول الله- صلى الله عليه وسلم- له. وروى الطبرانى فى الأوسط من حديث عبد الله بن جعفر


(١) حسن: أخرجه أبو داود (٣٨١٩) فى الأطعمة باب: أكل الجبن، والحديث حسنه الشيخ الألبانى فى «صحيح سنن أبى داود» .
(٢) حسن: أخرجه أبو داود (٣٨٣٦) فى الأطعمة، باب: فى الجمع بين لونين فى الأكل، والترمذى (١٨٤٣) فى الأطعمة، باب: ما جاء فى أكل البطيخ بالرطب من حديث عائشة- رضى الله عنها- والحديث حسنه الشيخ الألبانى فى «صحيح سنن أبى داود» .
(٣) صحيح: وهو عند ابن حبان فى «صحيحه» (٥٢٤٨) ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط، إسناده صحيح على شرط الشيخين.