للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال فى فتح البارى: وفى الحمل نظر، وقد أخرج ابن أبى شيبة عن ابن عباس وخالد بن الوليد ومحمد بن سيرين وعطاء بن يسار وغيرهم جواز ذلك مطلقا، وإذا ثبت كونه مكروها أو خلاف الأولى، فالمستحب فى صفة الجلوس للآكل أن يكون جاثيا على ركبتيه وظهور قدميه، أو ينصب الرجل اليمنى ويجلس على اليسرى. انتهى.

وقال ابن القيم: ويذكر عنه- صلى الله عليه وسلم- أنه كان يجلس للأكل متوركا على ركبتيه ويضع بطن قدمه اليسرى على ظهر اليمنى تواضعا- صلى الله عليه وسلم- لله عز وجل وأدبا بين يديه. قال وهذه الهيئة أنفع هيئات الأكل وأفضلها لأن الأعضاء كلها تكون على وضعها الطبيعى الذى خلقها الله تعالى عليه.

انتهى. وأخرج ابن أبى شيبة من طريق إبراهيم النخعى قال: كانوا يكرهون أن يأكلوا اتكاة مخافة أن تعظم بطونهم.

وكان- صلى الله عليه وسلم- إذا وضع يده فى الطعام يسمى الله تعالى «١» . وأما قول النووى فى آداب الأكل من الأذكار: والأفضل أن يقول: بسم الله الرحمن الرحيم، فإن قال: بسم الله كفاه وحصلت السنة. فقال فى فتح البارى: لم أر لما أدعاه من الأفضلية دليلا خاصا. وكان- صلى الله عليه وسلم- يحمد فى آخره فيقول:

«الحمد لله حمدا كثيرا مباركا فيه غير مودع ولا مستغنى عنه ربنا» «٢» رواه الترمذى. وقوله: «غير مودع» بفتح الدال الثقيلة- أى غير متروك. ولا مستغنى: بفتح النون. وربنا: بالرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف، أى: هو ربنا؛ ويجوز النصب على المدح، أو الاختصاص، أو إضمار أعنى. وقال ابن الجوزى: بالنصب على النداء مع حذف أداة النداء.

وفى رواية: «الحمد لله الذى أطعمنا وسقانا وجعلنا مسلمين» «٣» .


(١) صحيح: أخرجه أحمد فى «المسند» (٤/ ٣٣٧) عن رجل خدم النبى- صلى الله عليه وسلم- ثمان سنين، وله شاهد صحيح من أمره لغلام وسيأتى.
(٢) صحيح: أخرجه البخارى (٥٤٥٨ و ٥٤٥٩) فى الأطعمة، باب: ما يقول إذا فرغ من طعامه، من حديث أبى أمامة- رضى الله عنه-.
(٣) أخرجه أبو داود (٣٨٥٠) فى الأطعمة، باب: ما يقول الرجل إذا طعم، والترمذى (٣٤٥٧) فى الدعوات، باب: ما يقول إذا فرغ من الطعام، وابن ماجه (٣٢٨٣) فى-