للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بصحفة تفور، فقال: «إن الله لم يطعمنا نارا» «١» قال: وبلال قليل الرواية عن أبيه. انتهى. وعند أبى نعيم فى الحلية، من حديث أنس مرفوعا: كان يكره الكى والطعام الحار ويقول: «عليكم بالبارد فإنه ذو بركة، ألا وإن الحار لا بركة له» «٢» الحديث. ولأحمد وأبى نعيم من حديث أسماء أنها كانت إذا ثردت غطته بشىء حتى يذهب فوره ثم تقول: إنى سمعت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقول: «هو أعظم بركة» «٣» . لكن عند البيهقى- بسند صحيح- عن أبى هريرة قال: أتى النبى- صلى الله عليه وسلم- بطعام سخن فقال: «ما دخل بطنى طعام سخن منذ كذا وكذا قبل اليوم» «٤» .

وكان له- صلى الله عليه وسلم- قدح من خشب مضبب بحديد، قال أنس لقد سقيته- صلى الله عليه وسلم- بهذا القدح الشراب كله: الماء والنبيذ والعسل. وفى البخارى عن سهل بن سعد قال: أقبل النبى- صلى الله عليه وسلم- حتى جلس فى سقيفة بنى ساعدة هو وأصحابه، ثم قال «اسقنا يا سهل» فأخرجت لهم هذا القدح فأسقيتهم فيه «٥» ، فأخرج لنا سهل ذلك القدح فشربنا منه ثم استوهبه عمر بن عبد العزيز بعد ذلك فوهبه له. الحديث. وكان عمر بن عبد العزيز قد ولى حينئذ إمرة المدينة.

وعند البخارى من حديث عاصم الأحول قال: رأيت قدح النبى- صلى الله عليه وسلم- عند أنس بن مالك، وكان قد انصدع فسلسله بفضة. قال: وهو قدح جيد عريض من نضار، وقال: قال أنس: لقد سقيت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فى هذا القدح أكثر من كذا وكذا «٦» ، قال: وقال ابن سيرين: إنه كان فيه حلقة


(١) ذكره الهيثمى فى «المجمع» (٥/ ٢٠) وقال: رواه الطبرانى فى الصغير والأوسط، وفيه عبد الله بن يزيد البكرى، ضعفه أبو حاتم، وبقية رجاله ثقات.
(٢) ضعيف جدّا: أخرجه أبو نعيم فى «الحلية» (٨/ ٢٥٢) ، والحديث ضعفه الشيخ الألبانى فى «ضعيف الجامع» (٤٦٠٦) .
(٣) ضعيف: أخرجه أبو نعيم فى «الحلية» (٨/ ١٧٧) ، وانظر «كشف الخفاء» للعجلونى (٣٦) .
(٤) أخرجه البيهقى فى «السنن الكبرى» (٧/ ٢٨٠) .
(٥) صحيح: أخرجه البخارى (٥٦٣٧) فى الأشربة، باب: الشرب من قدح النبى- صلى الله عليه وسلم-، ومسلم (٢٠٠٧) فى الأشربة، باب: إباحة النبيذ الذى لم يشتد ولم يصر مسكرا.
(٦) صحيح: والحديث أخرجه البخارى (٥٦٣٨) فى الأشربة، باب: الشرب من قدح النبى- صلى الله عليه وسلم- وآنيته.