خيطا. وروى أبو يعلى عن ابن عمر أنه إذا أشفق من الحاجة أن ينساها ربط فى أصبعه خيطا ليذكرها. وكذا هو فى رابع الخلعيات. لكن فيه سالم بن عبد الأعلى أبو الفيض، رماه ابن حبان بالوضع بل اتهمه أبو حاتم بهذا الحديث.
وأما السراويل فاختلف هل لبسها النبى- صلى الله عليه وسلم- أم لا؟ فجزم بعض العلماء بأنه- صلى الله عليه وسلم- لم يلبسه، ويستأنس له بما جزم به النووى فى ترجمة عثمان بن عفان- رضى الله عنه- من كتاب تهذيب الأسماء واللغات: أنه- رضى الله عنه- لم يلبس السراويل فى جاهلية ولا إسلام إلا يوم قتله. فإنهم كانوا أحرص شىء على اتباعه- صلى الله عليه وسلم-.
لكن قد ورد فى حديث عند أبى يعلى الموصلى فى مسنده بسند ضعيف جدّا عن أبى هريرة قال: دخلت السوق يوما مع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فجلس إلى البزازين فاشترى سراويل بأربعة دراهم، وكان لأهل السوق وزان يزن فقال له رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: «اتزن وأرجح» ، فقال الوزان إن هذه الكلمة ما سمعتها من أحد، فقال أبو هريرة فقلت له: كفى بك من الوهن والجفاء فى دينك ألا تعرف نبيك، فطرح الميزان، ووثب إلى يد رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يريد أن يقبلها فجذب يده- صلى الله عليه وسلم- منه وقال:«يا هذا إنما تفعل هذا الأعاجم بملوكها، ولست بملك، إنما أنا رجل منكم» ، فوزن فأرجح وأخذ رسول الله- صلى الله عليه وسلم- السراويل. قال أبو هريرة: فذهبت لأحمله عنه فقال: «صاحب الشىء أحق بشيئه أن يحمله إلا أن يكون ضعيفا يعجز عنه فيعينه أخوه المسلم» ، قال: قلت يا رسول الله، وإنك لتلبس السراويل؟ قال:«أجل، فى السفر والحضر، وبالليل والنهار، فإنى أمرت بالستر، فلم أجد شيئا أستر منه»«١» .
(١) صحيح: أخرجه أبو داود (٣٣٣٦) فى البيوع، باب: فى الرجحان فى الوزن والوزن بالأجر، والترمذى (١٣٠٥) فى البيوع، باب: ما جاء فى الرجحان فى الوزن، والنسائى (٧/ ٢٨٤) فى البيوع، باب: الرجحان فى الوزن، وابن ماجة (٢٢٢٠) فى التجارات، باب: الرجحان فى الوزن، والدارمى فى «سننه» (٢٥٨٥) ، وأحمد فى «المسند» -