للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كفه، كما سبحان فى كف أبى بكر، ثم أخذهن منه فوضعهن فى الأرض فخرسن، ثم ناولهن عثمان فسبحان فى كفه، كما سبحان فى كف أبى بكر وعمر، ثم أخذهن فوضعهن فى الأرض فخرسن «١» .

وقال الحافظ ابن حجر: قد اشتهر على الألسنة تسبيح الحصى. ففى حديث أبى ذر قال: تناول النبى- صلى الله عليه وسلم- سبع حصيات فسبحان فى يده حتى سمعت لهن حنينا، ثم وضعهن فى يد أبى بكر فسبحان، ثم وضعهن فى يد عمر فسبحان، ثم وضعهن فى يد عثمان فسبحان «٢» ، أخرجه البزار، والطبرانى فى الأوسط.

وفى رواية الطبرانى: فسمع تسبيحهن من فى الحلقة، ثم دفعهن إلينا فلم يسبحان مع أحد منا، قال البيهقى فى «الدلائل» «٣» : كذا رواه صالح بن أبى الأخضر- ولم يكن بالحافظ- عن الزهرى عن سويد بن يزيد السلمى عن أبى ذر. والمحفوظ ما رواه شعيب عن أبى حمزة عن الزهرى قال: ذكر الوليد ابن سويد أن رجلا من بنى سليم كان كبير السن، انتهى. وليس لحديث تسبيح الحصى إلا هذه الطريق الواحدة مع ضعفها، لكنه مشهور عند الناس.

وما أحسن قول سيدى محمد وفا- رحمه الله تعالى- حيث قال:

لسبحة ذاك الوجه قد سبح الحصا ... ومن سح سحب الكف قد سبح الرعد

وقال الآخر:

يا حبذا لو لثمت كفا ... قد سبحت وسطها الحصاء

وقد أخرج البخارى من حديث ابن مسعود: كنا نأكل مع النبى- صلى الله عليه وسلم- الطعام، ونحن نسمع تسبيح الطعام «٤» . وعن جعفر بن محمد عن أبيه


(١) ذكره ابن عساكر فى «تهذيب تاريخ دمشق» (٢/ ١٠٨) ، والقاضى عياض فى «الشفا» له (١/ ٣٠٦) .
(٢) ذكره الهيثمى فى «المجمع» (٨/ ٢٩٩) وقال: رواه البزار بإسنادين ورجال أحدهما ثقات، وفى بعضهم ضعف.
(٣) (٦/ ٦٥) .
(٤) صحيح: أخرجه البخارى (٣٥٧٩) فى المناقب، باب: علامات النبوة فى الإسلام.