للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: مرض النبى- صلى الله عليه وسلم- فأتاه جبريل بطبق فيه رمان وعنب فأكل منه النبى- صلى الله عليه وسلم- فسبح «١» . رواه القاضى عياض فى «الشفاء» ونقله عنه الحافظ أبو الفضل فى فتح البارى.

واعلم أن التسبيح من قبيل الألفاظ الدالة على معنى التنزيه. واللفظ يوجد حقيقة ممن قام به اللفظ، فيكون فى غير من قام به مجازا، فالطعام والحصا والشجر ونحو ذلك، كل منها متكلم باعتبار خلق الكلام فيها حقيقة، وهذا من قبيل خرق العادة. وفى قوله: «ونحن نسمع تسبيحه» تصريح بكرامة الصحابة لسماع هذا التسبيح وفهمه وذلك ببركته- صلى الله عليه وسلم-.

ومن ذلك تسليم الحجر عليه- صلى الله عليه وسلم-: خرج مسلم من حديث جابر بن سمرة قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: «إنى لأعرف حجرا بمكة كان يسلم على قبل أن أبعث، إنى لأعرفه الآن» «٢» . وقد اختلف فى هذا الحجر، فقيل: هو الحجر الأسود، وقيل: حجر غيره بزقاق يعرف به بمكة، والناس يتبركون بلمسه، ويقولون: إنه هو الذى كان يسلم على النبى- صلى الله عليه وسلم- متى اجتاز به.

وقد ذكر الإمام أبو عبد الله، محمد بن رشيد- بضم الراء- فى رحلته مما ذكره فى «شفاء الغرام» عن علم الدين أحمد بن أبى بكر بن خليل قال:

أخبرنى عمى سليمان قال: أخبرنى محمد بن إسماعيل بن أبى الصيف قال:

أخبرنى أبو حفص الميانشى قال: أخبرنى كل من لقيته بمكة أن هذا الحجر- يعنى المذكور- هو الذى كلم النبى- صلى الله عليه وسلم-.

وروى الترمذى والدارمى والحاكم وصححه، عن على بن أبى طالب قال: كنت أمشى مع النبى- صلى الله عليه وسلم- بمكة فخرجنا فى بعض نواحيها، فما استقبله شجر ولا حجر إلا قال: السلام عليك يا رسول الله «٣» . وعن عائشة


(١) لا أصل له: والحديث ذكره القاضى عياض فى «الشفا» (١/ ٣٠٧) .
(٢) صحيح: أخرجه مسلم (٢٢٧٧) فى الفضائل، باب: فضل نسب النبى- صلى الله عليه وسلم- وتسليم الحجر عليه قبل النبوة.
(٣) إسناده ضعيف: أخرجه الترمذى (٣٦٢٦) فى المناقب، باب: فى آيات إثبات نبوة النبى- صلى الله عليه وسلم-، والدارمى فى «سننه» (٢١) ، والحاكم فى «المستدرك» (٢/ ٦٧٧) ، والحديث ضعفه الشيخ الألبانى فى «ضعيف سنن الترمذى» .