للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فحكموه فى ذلك فأمر ببسط ثوب ووضع الحجر فيه ثم قال: «يرفع كل بطن بطرف» فرفعوه جميعا، ثم أخذه سيدنا محمد- صلى الله عليه وسلم- فوضعه فى موضعه «١» ، فادخر الله تعالى له ذلك المقام ليكون منقبة له على مدى الأيام.

* وأما ما أعطيه موسى- عليه الصلاة والسلام- من قلب العصا حية غير ناطقة، فأعطى سيدنا محمد- صلى الله عليه وسلم- حنين الجذع «٢» ، وقد مرت قصته.

وحكى الإمام الرازى- فى تفسيره- وغيره: أنه لما أراد أبو جهل أن يرميه- صلى الله عليه وسلم- بالحجر رأى على كتفيه ثعبانين فانصرف مرعوبا.

وأما ما أعطيه موسى- عليه السّلام- أيضا من اليد البيضاء، وكان بياضها يغشى البصر، فأعطى سيدنا محمد- صلى الله عليه وسلم- أنه لم يزل نورا ينتقل فى أصلاب الآباء وبطون الأمهات من لدن آدم إلى أن انتقل إلى عبد الله أبيه.

وأعطى- صلى الله عليه وسلم- قتادة بن النعمان وقد صلى معه العشاء فى ليلة مظلمة مطيرة عرجونا وقال: «انطلق به فإنه سيضىء لك من بين يديك عشرا، ومن خلفك عشرا، فإذا دخلت بيتك فسترى سوادا فاضربه حتى يخرج فإنه شيطان» «٣» فانطلق فأضاء له العرجون حتى دخل بيته ووجد السواد وضربه حتى خرج.

رواه أبو نعيم.

وأخرج البيهقى، وصححه الحاكم عن أنس قال: كان عباد بن بشر وأسيد بن حضير عند رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فى حاجة: حتى ذهب من الليل ساعة، وهى ليلة شديدة الظلمة، ثم خرجا وبيد كل واحد منهما عصا، فأضاءت لهما عصا أحدهما، فمشيا فى ضوئها، حتى إذا افترقت بهم الطريق أضاءت للآخر عصاه، فمشى كل واحد منهما فى ضوء عصاه حتى بلغ هديه «٤» ، ورواه البخارى بنحوه فى الصحيح.


(١) القصة مشهورة، وقد ذكرت فى «كتب السير» ، انظر سيرة ابن هشام (١/ ٢٠٨) .
(٢) تقدم.
(٣) تقدم.
(٤) صحيح: أخرجه البخارى (٤٦٥) فى الصلاة، باب: إدخال البعير فى المسجد لعلة، وأطرافه (٣٦٣٩ و ٣٨٠٥) .