للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وليس المراد حصر خصائصه- صلى الله عليه وسلم- فى هذه الخمسة المذكورة. فقد روى مسلم من حديث أبى هريرة مرفوعا: «فضلت على الأنبياء بست:

أعطيت جوامع الكلم، ونصرت بالرعب وجعلت لى الأرض طهورا ومسجدا، وأرسلت إلى الخلق كافة، وختم بى النبيون» «١» فذكر الخمسة المذكورة فى حديث جابر إلا الشفاعة، وزاد خصلتين وهما: أعطيت جوامع الكلم وختم بى النبيون، فتحصل منه ومن حديث جابر سبع خصال.

ولمسلم أيضا من حديث حذيفة: «فضلنا على الناس بثلاث: جعلت صفوفنا كصفوف الملائكة» «٢» وذكر خصلة الأرض كما تقدم، قال: وذكر خصلة أخرى. وهذه الخصلة المبهمة قد بينها ابن خزيمة والنسائى، وهى:

وأعطيت هذه الآيات من آخر سورة البقرة من كنز تحت العرش، يشير إلى ما حطه الله تعالى عن أمته من الإصر وتحميل ما لا طاقة لهم به، ورفع الخطأ والنسيان، فصارت الخصال تسعا.

ولأحمد من حديث على «أعطيت أربعا لم يعطهن أحد من أنبياء الله تعالى قبلى أعطيت مفاتيح الأرض، وسميت أحمد، وجعلت أمتى خير الأمم، وذكر خصلة التراب، فصارت الخصال ثنتى عشرة خصلة» «٣» .

وعند البزار من وجه آخر عن أبى هريرة رفعه: «فضلت على الأنبياء، وغفر لى ما تقدم من ذنبى وما تأخر، وجعلت أمتى خير الأمم، وأعطيت الكوثر، وإن صاحبكم لصاحب لواء الحمد يوم القيامة، تحته آدم فمن دونه» «٤» وذكر ثنتين مما تقدم.

وله من حديث ابن عباس رفعه: «فضلت على الأنبياء بخصلتين: كان شيطانى كافرا فأعاننى الله عليه فأسلم. قال: ونسيت الآخرى» «٥» .


(١) صحيح: أخرجه مسلم (٥٢٣) فى المساجد، باب: رقم (١) .
(٢) صحيح: أخرجه مسلم (٥٢٢) فيما سبق.
(٣) أخرجه أحمد فى «المسند» (١/ ١٥٨) .
(٤) إسناده جيد: ذكره الهيثمى فى «المجمع» (٨/ ٣٦٩) وقال: رواه البزار وإسناده جيد.
(٥) ضعيف: ذكره الهيثمى فى «المجمع» (٨/ ٢٢٥) من حديث أبى هريرة وليس ابن عباس، وقال: رواه البزار وفيه إبراهيم بن صرمة، وهو ضعيف.