وأما الأسرة فصنوف شتى وأوضعُهَا ما اُّتخذ من سَعَف النخل. وأعزها ما كان من العاج. وذلك الذي يقول فيه القائل.
واللهِ للَنّوْمُ على الديباج ... على الحشايا وسرير العاج
أهون يا عمرو من الإدلاج ... وزفرات البازل العَجْعاج
ولهن غير ذلك الكِلل - واحدتها كِلة - وهي ستور رقيقة من البعوض وموطنها فوق السرر ودونها.
وهنالك الحِلْس وكن يضعنه تحت الفراش بينه وبين الأرض ويقابله النمط وهو ظُهارة الفراش.
أما جدران الغرفة وحيطانها فكن يشددن عليها النجود، وهي ستور منَّمقة ذات صور، وأشكال تشد على جدران الغرف لتزدان بها.
ولهن ما يحفظن به حُرّ المتاع. ومن ذلك الصندوق، والخزانة، والْجُوالق. وبعضها قريب من بعض. فأما صندوق الثياب خاصة فهي الصُّوان. وفي الغرفة المرآة والمِسرجة وموضعها فوق المنارة. وما يشتعل فيها هو السراج، والقنديل وتصله بسماء الغرفة سلسلة تدخل في عراه. وكلا المسرجة والقنديل تضيء فيه الذُّبالة وهي فتيلة تستقي. وأكثر ما يكون دهن المصباح من الزيت. وقد يتخذ من السمن. وشاهد ذلك الحديث الفأر يقع في السمن: إذا كان جامداً قوّر ما حوله وارم به. وإن كان مائعاً فاستصبح به.
تلك هي غرفة المرأة العربية، أتينا على خير ما حوت من زينة، وضمت من متاع، حتى تتراءى بذلك صورة ما عليها وما حولها، وحتى تعلم من كل ذلك أن المرأة العربية وإن أَبرت على كثير ممن سواها في فضلها فلم تقتصر عنهن في شيء من مادتها وزينتها.