بلاد العرب لا تقل في بيوتها عن كل بلدُ مشرق العهد عريق المجد بعيد الأمد.
أما أثاثها ومتاعها فإني ناقل لك أعمه وأهمه. ففيها من الفُرُش الْحَصير، ومنه المنمق المنقوش، وفي النساء صوانع خصصن بتنميق الحصير. قال النابغة:
كأن مَجْرَ الرامِساتِ ذُيُولَها ... عليه حصيرٌ نمَّقَتْه الصوانع
والبساط وهو كل شيء بسط ليجلس عليه. ومن البسط الرفرف، وهي بسط خضر - واحدتها رفْرَفة - والزرابي - جمع زربى - وهو بسط بديعة الرُّواء، لها خَمْل - هُدب - ناعم دقيق؛ وإنما سميت بذلك تشبيها بالزَّربى من الزهر، وهو نبت يجمع بين الصفرة والبياض: والطنافس - جَمع طنْفُسة - ومثلها كمثل الزرابي في خملها، وإن كانت دونها في رقة نسجها، ورُواء منظرها. والعَبْقَرِي - جمع عبقرية - وهي الطنافس الثَخان، أو البسط الموشيَة من الديباج، أو أبدع الزرابي. والنمارق - جمع نُمرُقة - ومنها وسائد وبسط هي جميعاً ذات وشي مرقوم وقد ذكر الله جلِ ذكره تلك الصنوف من البسط في القرآن في سياق وصف الجنة ليصورها بذلك للعرب على إبداع ما يفهمون، وأحبَّ ما يعلمون.
أما ما على الفراش من المقاعد فمنه الحشايا - واحدته حَشِية - وهي مقاعد محشوة تبسط على الأرض للجلوس وفوق السرر للنوم. وقد يبالغون في حشوها فيتخذونه ريش النعام. فإذا ازداد حشوها وارتفع سَمكها فهي الوشائز.
وعندهن الحَجَلة وهي غرفة العروس تزين بالفُرش والأسرة والستور. وبها الأرائك - واحدتها أريكة - وهي شبيهة بالوشائز. غير أنها أرفع وأرق وأبهج. ومن أجمل ذلك اختصوا بها غرفة العروس.