فدعا لأنصره وكنت له ... من قبل ذلك حاضر النصر
فعجزت عنه وهي زاهقة ... بين الوريد ومدفع السَّحْر
فمضى! وأيّ فُجِعْتُ به ... جَلت مصيبته عن القدر
لو قيل تفديه بذلت له ... مالي وما جَمَّعت من وفرِ
أو كنت مقتدراً على عُمري ... آثرته بالشَّطرِ من عمري
قد كنت ذا فقر له فغدا ... ورمى علىّ وقد رأى فقري
لو شاء ربي كان فقر له فغدا ... ورمى علىّ وقد رأى فقري
لو شاء ربي كان متعني ... بابني وشدّ بأزره أزري
بُنيت عليك بُنَىَّ أحوجَ ما ... كنا إليك صفائح الصخر
لا يُبْعِدَنك الله يا عمري ... إما مضيت فنحن بالإثر
هذى سبيل الناس كلهم ... لا بد سالكُها على سَفر
أو لا تراهم في ديارهم ... يتوقعون وهم على ذعر
والموت يوردهم مواردهم ... قسراً فقد ذَلوا على القَسْرِ
وقالت أم بِسطام بن قيس الشيباني يرثي ذَلوا بسطاما:
لِيَبْك ابن ذي الجدين بكرُ بن وائل ... فقد بان زينها وجمالها
إِذا ما غدا فيها وكأنهم ... نجوم سماء بينهن هلالها
فلله عينا من رأي مثله فتى ... إِذا الخيل يوم الرَّوع هَبَّ نزالها
عزيز مِكرٌّ لا يُهَدُّ جناحه ... وليث إِذا الفتيان زَلت نعالها