وحمال أثقال وعائذ مِحجرَ ... تحل لديه كل ذاك رجالهاُ
سيبكيك عَانٍ لم يجد من يفكه ... وتبكيك فرسان الوغى ورجالها
وتبكيك أسرى طالما قد فككتهم ... وأرملة ضاعت وضاع عيالها
مُفَرّجُ حومات الخطوب ومدرك ... الحروب إذا صالت وعز صيالُها
تغَشى بها حيناً كذلك ففجعت ... تميم بها أرماحها ونبالها
فقد ظفرت منا تميم بعثرة ... وتلك لعمري عثرة لا تُقالها
وقالت أمّ قيس الضّبية ترثي ولدها:
من للخصوم إذا طال الضّجاجُ بهم ... بعد ابن سعد ومن للضُّمر القُود
ومَشهد قد كفيت الغائبين به ... في مجمع من نواصي القوم مشهود
فرّجته بلسان غير ملتبس ... عندالحِفاظِ وقلب غير مزؤود
إذا قناة امرئْ أزرى بها خورٌ ... هزّ ابن سعد قناةً صُلبة العود
وحدّثوا أن رسول الله أرسل خالد بن الوليد ليحطم وَدّاً فقام بنو عامر عبدُ ود بدران عنه، فضرب خالد فتى من فتيانهم فقتله. حتى إذا علمت أمه حديثه أقبلت إليه والقوم على أهبة أن يدفنوه فقالت:
يا قرحة القلب والأحشاء والكبد ... يا ليت أمّك لم تولد ولم تلد
لما رأيتك قد أدرجت في كفن ... مطيباً للمنايا آخر الأبد
أيقنت بعد أني غير باقية ... وكيف يبقى ذراع عن عضد
ثم أكبلت عليه فزفرت كان فيها موتها فدفنا معاً.