المؤمنين أنفسهم عن الخوض حيث يخوض الناس. فأنزل الله في سبيل ذلك تلك الآيات الكريمة، تبرئة للمرأة الطاهرة. وفيها أهال سخطه لعنته على المرجفين وأرسل لومه وتأنيبه لمن سواهم ممن سمعوا قولهم فلم يردوهم، ولا برئوا إلى الله منهم قال جلت آياته:
(إِنَّ الذِينَ جاءوا بالإْفكِ عُصْبَة مِنكُم لا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لكُم بَل هُو خَيْر لكُم، لِكُلَّ امْرِئٍ مِنْهمْ ما اكتَسَبَ مِن الإثْم والذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لهَ عَذابٌ عَظِيمٌ، لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوه ظنَّ المؤمِنونَ والمؤْمِناتُ بأَنفُسِهمْ خَيْراً، وقالوا هذا إِفكٌ مُبين، لولا جَاءوُا عَلْيهِ بأَرْبَعةِ شُهَداءِ فإذْ لمْ يأْتُوا بالشُّهَدَاءِ فأُولئِكَ عنْدَ الله هُم الكاذِبون، ولوَلا فضْل الله عليْكُم ورْحَمتُهُ في الدُّنيا والآخِرةَ لَمَسَّكُم فيما أَفْضُّتمْ فيهِ عذَابٌ عظِيم، إِذ تلقَّوْنهُ بأَلسنَتِكمُ وتقولُون بأَفواهِكم ما ليْسَ لكم بهِ عِلْم وتَحَسبونهُ هيَّناً وهو عندَ الله عَظِيم، ولَولا إِذ سَمِعْتُمُوهُ قُلتُم ما يكُونُ لنَا أَن نتكّلَّمَ بِهذَا سُبحَانكَ هذا بُهتَان عَظِيم يَعِظكُمُ الله أن تعودُوا لِمثْلِه أَبَدا إِن كنْتمْ مُؤمِنين، ويُبيَّنُ الله لكم الآيات والله عليم حَكِيم، إِن الذِينَ يُحبونَ أَن تشيع الفَاحشَةُ في الذِينَ آمنوا لَهْم عذَابٌ أَلِيم في الدُّنْيا والآخِرَةِ والله يعْلمُ وأَنتم لا تعْلَمونَ، ولَولا فْضل اللهِ عَليْكُمْ ورحْمَتُهُ وأَنَّ اللهَ رؤُوف رحِيمٌ).
ذلك قول الله وحكمه في طغَمَة الأفاكين المرجفين. الذين يحبون أن تشيع الفاحشة بين الناس، فلا يزالون يلهثون، يبتغون بألسنتهم ما أكنته البيوت من أعراض الحرائر. فهل يسمع حفدتهم وورثتهم وهم قوم شَجى بهم حلق هذا البلد،