للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فهل يعجب الناس بعد ذلك أن يقف فتيات العرب دون عسف آبائهن وأوليائهن فإن انتهزوا منهن غِرة الصبي، وخجل الحداثة، وزجوهن ممن لا يدانيهن في

طبع، ولا يواتيهن في خلق، رجعن عليهم باللوم والخصومة بعد ذلك. ومثل ذلك ما كتبت امرأة من هؤلاء إلى أبيها. وكان زَوَّجها وهي حدثَة بغير إذنها:

أيا أبَتَا عنَّيتني وابتليتني ... وصَيَّرت نفسي في يدي من يُهينها

أيا أبتاَ لولا قد دعا ... عليك مجابا دعوة يستدينها

وقالت امرأة أخرى أُثر بها ابن عمها:

أيا عجبا للخود يجري وشاحها ... تزف إلى شيخ من القوم وتنبال

دعاها إليه أنه ذو قرابة ... فويل الغواني من بني العم والخال

وكان عبد الله بن جعفر قد زوج ابنته من الحجاج بن يوسف كره منها لأنه ليس في شيء من سنا نسبها، ولا كرم سجاياها، وما حمله على ذلك إلا ضيق ذات يده، وألف ألف درهم حُملت مهراً إليه. فلما زُفت نظر الحجاج إلى عبرتها تجول في عينيها. فقال: بأبي أنت وأمي مم تبكين؟ فقالت: أبكي من شرف اتضع، ومن ضَعة شُرفت. حتى إذا علم عبد الملك إلى بطلاقك. فقالت: هو والله أبر بي ممن زوَّجَنيك.

<<  <  ج: ص:  >  >>