محمد بن جعفر ومحمد بن أبي بكر، كل يقول أنا أكرم منك، وأبي خير من أبيك. فقال لها عليٌّ: اقضي بينهما يا أسماء. قالت: ما رأيت شابّاً من العرب خيراً من جعفر، ولا رأيت كهلا خيراً من أبي بكر. فقال علي: ما تركت لنا شيئاً، ولو قلت غير الذي قلت لمقتك!. . فقالت أسماء: إنّ ثلاثة أنت أقلهم لخيار.
ذلك علي بن أبي طالب فتى المسلمين، وأحبهم إلى رسول الله، وأعلمهم بدين الله، وأشدّهم بلاء في سبيل الله، آثرت عليه امرأته زوجيها السالفين، ولو جعلته خير الثلاثة لعقدت بكفيها لواء أنصاره وشيعته، وهم جمهور عظيم من المسلمين. ثم انظر إلى علي رضي الله عنه كيف رأى امرأة وأعظم وفاءها في قوله: ولو قلت غير الذي قلت لمقتُك.
وأشد من ذلك وأجل وأعظم، أن تفي المرأة لزوجها بعد موته. وفي وفائها الموت النافذ، والبلاء المحيق.
ومثال ذلك ما حدّثوا أن مُصعب بن الزبير لما غاب على المختار بن أبي عبيد الثقفي ثائر العراق وسفاحها وقتله، عرض آله وشيعته. فمن لم يقرّ بكفره ويبرأ